الكيزان أنفسهم لا ينكرون سيطرتهم عليه ويتبجحون بها في كافة خطاباتهم، ولو أنه طلب قائمة لهم لقدمها له طفل في روضة
عصب الشارع – صفاء الفحل
لم يقدم قائد الانقلاب المشؤوم (البرهان) جديداً من خلال حواره الذي بثته قناتا العربية والحدث، وظل يكرر شريطه الذي ملَّه الشعب السوداني وهو يحلم بأن يضع الدعم السريع السلاح ويخلي مدن دارفور وكردفان ويتجمع له في موقع واحد ليفعل به ما يشاء، وهو يعلم تماماً أن ذلك عين المستحيل من واقع مجريات الأحداث، حتى دون الإشارة لما سيفعله بتلك القوات الكبيرة وقياداتها في حديث أقل ما يوصف بأنه (تهريج) تفاوضي وليس رغبة حقيقية في الوصول إلى سلام.
ثم يعود لمواصلة نفيه (الغريب) لوجود كيزان داخل الجيش أو الحكومة التي شكلها، في محاولة لاستعباط ربما للشعب السوداني والمجتمع الدولي، في الوقت الذي يحتضن فيه ويحمي قيادته المطلوبة دولياً ويدعمهم من أموال خزينة الشعب، بل ويسمح لهم بالحركة والاجتماعات ويأتمر بأمرهم في كافة خطواته، والكيزان أنفسهم لا ينكرون سيطرتهم عليه ويتبجحون بها في كافة خطاباتهم، ولو أنه طلب قائمة لهم لقدمها له طفل في روضة، وكان عليه تجديد الثلاثة نغمات التي صارت محفوظة: أن يسلم الدعم السريع نفسه.. وأن ليس بالدولة كيزان.. وأن الإمارات دولة عدوان.. لا شيء إلا أننا حفظناها عن ظهر قلب.
الشعب السوداني الذي أنهكه الجوع والمرض والتشريد وصار على حافة الهاوية، لا ينتظر في كل مرة تكرار تلك النغمات، بل يريد جديداً يفتح له أبواب الأمل في العودة إلى حياته الطبيعية، بينما حديثك المتكرر عن أوهام بقائك الأبدي بالسلطة يغلق هذه الأبواب، ويؤسس لمزيد من الدمار والتشتت والغباء بالاستمرار في هذه الحرب التي لا خاسر فيها غير المواطن البسيط، نوعاً من التقوقع في مربع الموت الذي لن ينتهي.
لا يمكن أن تستمر تلك (الحماقة) التي تمضي فيها متجاوزاً كافة الحلول التي يطرحها كل المجتمع الدولي الأصدقاء منه والأعداء، والوقوف على أعتاب حلول تتشبث بها لإرضاء قلة هي وحدها المستفيدة من حالة (لا دولة)، وتدرك في ذات الوقت أنها (مستحيلة)، فلا ضير بأن تقول بأنك حاولت وفشلت بدلاً عن الدوران في هذه الحلقة المفرغة، وتبحث لنفسك والوطن عن مخارج آمنة، وتتنازل لغيرك من أبناء الوطن الغيورين الذين يملكون القدرة للخروج به إلى بر الأمان.. فأنت ومهما طال تشبثك بحلم أبيك، فأنت في النهاية راحل، فاكتب لنفسك رحيلاً مشرفاً قبل أن تُقتلع اقتلاعاً.
غباء المغيبين..
يدق البلابسة الطبول فرحاً بأن السلطات المصرية ألقت القبض على الأستاذ إيهاب الطيب الأمين للجنة إزالة التمكين الذي كانت مهمته فقط كتابة ومتابعة تنفيذ المحاضر، بينما رئيس اللجنة نفسه (ياسر العطا) هو من يحرضهم للقتال لحمايته، فأيهما أولى بالمحاسبة؟… مصر لن تعيده لبورتسودان وأتحدَّاها أن تفعل ذلك.
والثورة مستمرة ولن تتوقف..
والمحاسبة والقصاص راية لن تسقط..
والرحمة والخلود أبداً لشهدائنا..
الجريدة
✦ وَغَمْضُ العَيْنِ عن شَرٍّ ضَلالٌ وغَضُّ الطَّرْفِ عن جَوْرٍ غَبَاءُ ✦
“نحنا أهل الفرحه جينا لا المدامع وقفتنا ولا الحكايات الحزينة” — القدّال





