داخل الجيش قبل تنفيذ الخطة الدولية حتى لا تكون في وجه الرياح!!
ورطة!!
أطياف – صباح محمد الحسن
طيف أول:
للوطن، وللذين روّضوا العتمة في أعينهم، ونمت في وعيهم فكرة ذات سكون، وامتنعت أصواتهم عن توديع أحلامهم، لرهائن الوحشة في منعطفات الوقت، ولكل من ظلّلتهم شجرة الغربة وآوت أرواحهم.!!
وحكومة بورتسودان بالأمس عاشت حذرة في دائرة القلق التي جعلتها تكثّف اجتماعاتها بحضور عدد من القيادات العسكرية والإسلامية، بجانب قيادات الحركات المسلحة. وكشفت مصادر من بورتسودان أن الاجتماعات جاءت بسبب أن الحكومة وجدت نفسها على طريق المخاطرة بالعداء الدولي الصريح الذي يضع التنظيم على خط المواجهة الدولية. ووقفت الاجتماعات على احتمالات ردّة الفعل الأمريكية بعد رفض الهدنة.
وكشفت المصادر أن الحركات المسلحة طالبت البرهان باتخاذ قرارات عسكرية عاجلة تتعلّق بدمجها في القوات المسلحة حتى لا تقف في واجهة الرياح، الأمر الذي يهدّد بقاءها، سيّما أن الحل الدولي لا يرى فيها سوى قيادات عسكرية ميدانية ستشملها خطة ترتيب الميدان العسكري.
و من المتوقع أن يتخذ البرهان خطوات وقرارات عسكرية وسياسية خلال هذه الأيام. وترامب يوجّه وزيري الخارجية والمالية إلى “النظر فيما إذا كان ينبغي تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية (FTOs) وكيانات إرهابية عالمية مصنّفة خصيصًا (SDGTs)”. وخصّ بالتصنيف إخوان مصر والأردن ولبنان.
ويتزامن القرار مع تحركات مماثلة في الداخل الأمريكي، مثل قرار حاكم تكساس بتصنيف الإخوان ومنظمة “كير” ككيانات إرهابية، مما يشير إلى رغبة ترامب في كسب رضا قاعدته اليمينية المتشددة التي ترى في “الإسلام السياسي” عدوًا وجوديًا.
ولا شك أن التلويح بالعصا الأمريكية في وقت تعيش فيه جماعة الإخوان في العالم أسوأ أيامها، إذ تعاني من خطر الانقسامات وتقبع قياداتها في السجون، إلا أن الإدارة الأمريكية ما زالت ترى أن الجماعة لها تأثير كبير في زعزعة الاستقرار في عدد من الدول.
وتصنيف إخوان السودان كجماعة إرهابية قد يعني نهاية التنظيم العالمي، ولكن تصنيف إخوان مصر والأردن ولبنان يعد ضربة قاضية على جسد التنظيم الذي يبدو أنه يعيش الآن حالة احتضار. وقد تمت صياغة نص التصنيف بعناية ليؤكد أن الأمر ليس حصريًا على الدول الثلاث المذكورة، وأن التقرير هو الذي سيحدّد بالتفصيل الجماعات الإرهابية (فروع جماعة الإخوان المسلمين).
وفي سبتمبر الماضي دعا رئيس تحالف القوى الديمقراطية المدنية “صمود”، الدكتور عبد الله حمدوك، الدول الأعضاء في المجموعة الرباعية إلى اتخاذ خطوة تصنيف الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني في السودان كتنظيمات إرهابية، مشيرًا إلى أن طبيعة نشاطهما لم تعد تختلف عن الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وتنظيم داعش، وأنهما باتا في عزلة دولية متزايدة.
وخطأ البرهان أنه جاهر بتمسّكه بالتنظيم في توقيت خطير (ما قبل إدانة التنظيم)، الأمر الذي يجعله في العدسة الدولية يتحوّل من قائد راعٍ للإرهاب إلى قائد ينتمي إلى هذا التنظيم الإرهابي لاتفاقه معه في الرؤية والحديث بلسانه.
حتى أن البرهان في خطابه الأخير خرج من مسار الخطاب العسكري المتزن وتبنّى خطاب الجماعات الميدانية والأمنية التي لا تراعي الأدب الدبلوماسي والسياسي. فالأسلوب الخشن الذي اتسم به خطاب البرهان يضعه في زاوية وقوف بين قيادات التنظيم لا بجانبها. حتى ذكره للإمارات مباشرة ولأول مرة يعني أنه أعلن الحرب لمواجهة المجتمع الدولي من موقع الإخوان لا من ساحة الجيش. ولم يراعِ البرهان قواعد الخطاب السياسي، عكس ما ظهر به قائد الدعم السريع الذي قدّم خطابًا للمجتمع الدولي يقدّمه كمتعاون معه لا كمعاند، خطاب وافق فيه على الهدنة ومحاسبة المجرمين، وأعلن فيه عن كافة الالتزامات للتعاون مع الأمم المتحدة وفتح الممرات الإنسانية والقبول بآلية مراقبة دولية.
لذلك فإن حميدتي يمنح فرصة للمجتمع الدولي لتفعيل مبدأ المسؤولية من أجل الحماية، وحشد تحالف الراغبين لفرض الهدنة بالقوة ولو في مناطق سيطرة الدعم السريع. ومن هنا سيبدأ المجتمع الدولي نقطة انطلاقه من قراءة الخطابين التي ستكون هي عتبة النص للقرارات والخطوات القادمة.
طيف أخير:
يصادف اليوم 25 نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي تم الإعلان عنه في 17 ديسمبر 1999 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. دعوة صريحة إلى دول العالم بضرورة وقف أي نوع من أشكال العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم إكرامًا لهن وتقديرًا لدورهن في المجتمع. فكيف تعيش المرأة السودانية هذا اليوم!!
الجريدة
✦ وَغَمْضُ العَيْنِ عن شَرٍّ ضَلالٌ وغَضُّ الطَّرْفِ عن جَوْرٍ غَبَاءُ ✦





