تابعتُ على المنصات الرقمية المختلفة في بحر الأسبوع الأول من إندلاع حرب 15 أبريل 2023 في عاصمة الجلابة السابقة وبالتأكيد مشوهة منذ تأسيسها – مدينة “الخرطوم” وهنا إستلف الوصف الدقيق للخرطوم كما جاء في إحدى المقابلات الصحفية مع القائد عبد العزيز آدم الحلو- قائلاً: “ان الخرطوم مدينة مشوهة وتشكل رمزاً للعنف”.
فقد تابعت إنخراط مجموعة من إنتهازيى الفونج الجديدة وفي مقدمتهم كبار عبيد المنازل مالك عقار وأحمد كرمنو إلى جانب الأخطبوط الإسلاموي فرح إبراهيم العقار في حملة واسعة لتعبئة وإستنفار الآلاف من بنات وأبناء إقليم الفونج الجديد للإنضمام إلى صفوف مليشيات بورتسودان الداعشية بل والمشاركة في ما يُسمى بـ”حرب الكرامة”. حيث إنهمك “فرح العقار” في نشاط مهموم ليلاً ونهاراً لتجنيد الشباب والمرأة وكبار السن وحتى الأطفال القُصر لم يسلموا من حملة الإستنفار دون أدنى وازع أخلاقى أو ديني وفي إنتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني، فقام بالذج بهم بإعتبارهم “حراس أيديولوجيين” إلى محاور وجبهات القتال في الخرطوم، الجزيرة وسنار وغيرها من المدن المستعرة بالمعارك وذلك للدفاع عن دولة الجلابة والحركة الإسلامية الإرهابية، تلك الدولة هى التي قامت بإضطهاد وإذلال شعب الفونج وشنت حروباً عنصرية ضده على “أساس العرق والدين” لعقود طويلة كما إرتكبت إنتهاكات من جرائم حرب وإبادة، وتطهير عرقي، وتغيير ديموغرافي…الخ إلى أن أصبح شعب الفونج اليوم من الشعوب المهددة وجودياً. فالشواهد والوقائع الآن ماثلة أمامنا على الجرائم التي فاقت إنتهاكات رواندا وليبيريا، فعلى سبيل المثال وليس الحصر: حرق القرى والمنازل بمن فيها وما عليها، هولوكست مدينة شالي الفيل في العام 1987 نموذجاً وتشريد سكانها بالكامل، القتل والتصفيات العرقية حول مدينة الدمازين – ملف إنتهاكات الدروة والكدالو في التسعينات، ودفن النفايات والمواد الكيميائية المشعة بالمنطقة الغربية، وموجات التنزيح والتشريد الممنهجة التي طالت ما يفوق (500) ألف من السكان الأصليين على ضفتي النيل الأزرق فقط في العام 2011؛ دعك عن مجازر قرى محليتي الروصيرص وودالماحي في العام 2022، وفرار مئات الآلاف من شعب الفونج إلى الدول المجاورة، فما أوردناه هنا لا يعدو كونه رأس جبل جليد الإنتهاكات والصورة المأساوية للإقليم.
وبالرغم من تلك الفظائع الموثقة والمضمنة في تقارير منظمات إقليمية ودولية وبالطبع يمكن الحصول عليها بنقرة على رابط/Link واحد فقط من المواقع الإلكترونية، إذ لا يزال كارتيل بورتسودان “فرح العقار” مسيطراً على مشهد الإستنفار والتعبئة بإعتباره رئيساً لما يُسمى باللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بالإقليم ومستمراً في إنتهازيته ضد أبناء وبنات جلدته وبالمقابل وفياً لأسياده الجلابة ومدافعاً عن حركته الإسلامية؛ فهو لا يريد أن يتحرر من عبودية الجلابة بسبب فتات من المال وسلطة وهمية يقهر بها أهله ويضطهد بها الشعب الذي ينتمي إليه، ولكن في الواقع تثبت مواقفه بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يمت لهذا الشعب بصلة، وإلا لماذا إرتدى بزة المجاهدين والمليشيات الإرهابية ليضلل شعب الإقليم بالتكبير مرة وليدفع بالأفواج منهم مرات أخرى إلى المحرقة وإلى حرب تستهدفهم أولاً وأخيراً كشعوب سودانية مهمشة ومضطهدة وحرب تضع مصيرهم على المحك؟!.
بالتأكيد أن فرح العقار هو كوووز كامل الدسم وعمل لسنوات طويلة في جيش الحركة الإسلامية العنصرية، وتنقل داخل أجهزتها وكان مرشحاً لمنصب حاكم الإقليم من جانب المؤتمر الوطني في إنتخابات 2010 ويُفهم من خلفيته السياسية انه لا يمكن إن لم يكن من المستحيل أن ينحاز إلى هذا الشعب المكلوم وهو يدرك تماماً أن الفونج الجديدة منطقة طالتها كافة أشكال التهميش من تهميش بسيط إلى مركب..وما يهمنا هنا ليس “فرح العقار” لجهة أنه فلنقاي وهمي لا يزال داخل قفص العبودية أو بالأحرى دمية مثله ومثل “مالك عقار” في يد الحركة الإسلامية يتم إستخدامهما كحصان طروادة Trojan horse لتهربب أجندة الجلابة إلى الإقليم وكسياط لقهر الشعوب السودانية، فدورهما لا يقتصر على ذلك فحسب، وإنما هنالك أدوار أخرى خطيرة ممثله فى التضليل وتغبيش وعي الشعوب حول طبيعة الصراع في السودان، كما يحدث الآن في الإقليم وعلى خطى النخبة السودانية (حاكمه ومعارضه) التي ظلت على الدوام تتهرب من مخاطبة جذور المشكلة السودانية وتتجنب تحديد وتعريف طبيعة الصراع بل ذهبت إلى أبعد من ذلك إلى تصوير الصراع على انه إستهداف للسودان من دول الشر والإستكبار من جهة وإستهداف لعروبة السودان وما يُسمى بِدين الأمة من جهة أخرى، ولكن في الواقع إن جوهر الصراع هو بين المركز والهامش” كما أشار إليه القائد الملهم د. جون قرنق – وهنالك وثائق مهمه أوضحت ذلك (راجع منسفتو الحركة الشعبية 2017 وميثاق السودان التأسيسي 2025) وهذا ما كشفته حرب 15 أبريل وأبانت حقيقة الصراع وبالتأكيد الكل سمع وشاهد كيف وصف البرهان في الجزيرة أحد الجنود من الأصول الافريقية بالعب – قائلاً: “العب وكت دخل هنا أديناهو صاروخ واحد بس”.. وليت يتذكر فرح العقار تصريحات عمر البشير أمام الفضائيات العالمية -ما دايرين كيس أسود” بدلاً من إصراره على الإستثمار بدماء أهله ودفع بنات وأبناء الإقليم إلى المحرقة.
ونوااااصل!!!





