ما صرّح به مستشار ترامب كشف الكثير، مما يؤكد تمسّك أمريكا بعملية الحل وإثبات التفاوض ، رغم النكران المستمر من الفلول. تصريحات لم تخلُ من التحذير!!
صباح محمد الحسن
طريقة أخرى !!
طيف أول:
اللثام قد أُميط عن الصمت ، وثمّة نبرة ما زالت تلوي عنق الحقيقة!!
وعندما كانت الفلول تتحدث عن فشل التفاوض غير المباشر بواشنطن، تحدثنا عن أن ما تصمّم عليه أمريكا عبر الخطة المطروحة لحلّ الأزمة ستمضي فيه إلى النهاية، وأن تردد البرهان لن يغنيه شيء، بل العكس سيمنح أمريكا فرصة لطرح ما تريده بطريقة أخرى. وهذا ما أكّده أمس مستشار ترامب للشؤون الإفريقية والعربية، مسعد بولس، على قناة الجزيرة، عندما سأله المذيع عمّا ستفعله أمريكا حال رفض أحد طرفي الصراع التفاوض، فأجاب مسعد: (إن رفض أحد الطرفين خطة الحل المطروح فإن أمريكا لا تتأخر في اتخاذ الإجراءات المتاحة ، نحن دائمًا نسعى للحل السلمي، ولكن لدينا “طرق أخرى” لا يمكن أن نتأخر عنها).
ولم يكتفِ مسعد بولس بهذا التحذير، بل وصف الحديث عن انهيار التفاوض غير المباشر وفشله بأنه حديث غير دقيق، وقال: (بالعكس، إن ما يحدث الآن فيه تقدّم في ما طرحناه من ورقة تتعلق بالهدنة الإنسانية).
وبالرغم من تحفّظ بولس على تفاصيل سير العملية التي وصفها باللقاءات المتواصلة مع الوفدين والتواصل المستمر مع قيادتي الجيش والدعم السريع، إلا أن التحفّظ نفسه كشف عن أهم النقاط التي ظلّت حكومة بورتسودان تنكرها، والتي لا تتوقف على وجود الوفدين بواشنطن، بل إن العملية التي ترعاها أمريكا تسير بصورة إيجابية، لم يعتَرِها انسحاب أو تعثّر أو فشل، بل وصف بولس الوضع الآن بأنه “متقدّم”.
كما أن تصريحات مستشار ترامب تكشف أيضًا أن عرض الحكومة السودانية، الذي حمله وزير الخارجية، غير مقبول لدى إدارة ترامب، فبولس أكّد أن الإدارة الأمريكية تصرّ على الحل الذي طرحته ورقة الرباعية، ما يعني أنه لا توجد ورقة فوقها. وبولس، وكأنه أراد أن يقطع الشك باليقين فيما يتعلق بعملية التفاوض غير المباشر،عندما قال إن الحل قد يستغرق ساعات أو أسابيع أو حتى شهورًا، ما يعني أن عودة الوفد إلى السودان لا تعني نهاية التفاوض.
ولكن، إلى متى تستمر الحكومة على عادة تلاوة خطاب الكذبات عسكريًا وسياسيًا، و تُمعن في الظنّ بأن الكذب والتضليل يمكن أن يشكّلا استراتيجية ناجحة لخداع الشعب، متناسية أن الوعي الجمعي لا يُستغفل !!
ومنذ اللحظة الأولى لانطلاق هذه الحرب، ذكرنا أنها وُلدت من رحم كذبة، لتستمر بالكذبات إلى أن تنتهي بكذبة أخرى.
ذلك لأن الفلول لا يملكون الجرأة لمواجهة أخطائهم، ولا النزاهة للاعتراف بجرائمهم. فإنكارهم وجود وفد إلى واشنطن ببيان رسمي كان كذبة سياسية غير مسبوقة، وهو النهج التضليلي الذي درجوا على استخدامه عبر آلياتهم وأدواتهم الإعلامية والسياسية منذ بداية الحرب، حتى بات بعض الناس يرفضون الحقيقة رفضًا قاطعًا، ويستميتون في الدفاع عن الزيف، وسيستمرون في هذا الإنكار حتى تنكشف الحقائق للعلن، وربما عندما ويخرج وفدهم التفاوضي إلى العلن، يدّعون أن ما يرآه الناس لم يكن إلا “ذكاءً اصطناعيًا”، لا يختلف عن “حميدتي”!!
فالمتلقي لهذه الأكاذيب لا يعاني من قصور في الفهم أو ضعف في البصيرة، بل هو ضحية منظومة جعلت من الكذب ركيزة لا تنفصل عن بنيتها السياسية.
طيف أخير:
مارست قوات الدعم السريع أفظع الجرائم خلال إحكام سيطرتها على الفاشر، تُدرَج في قائمة الجرائم ضد الإنسانية، كما اعتقلت الزميل الصحفي معمر إبراهيم، وهي الجريمة التي تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها ضد الصحفيين. الحرية لمعمر، ولكل القابعين في معتقلاتها السيئة.





