ظلت حركات الإرتزاق المسلحة ولمدة عامين تقريبا تقتات من أنين سكان الفاشر ومنتسبو الحركات المُستغفلين الذين رهنوا ولاءهم للحركات مقابل الخطابات المترهلة بالغبن الإجتماعي وطلس القومية الزائف وحفنة من الدولارات لبائعي الزمم من عوام الإنتهازيين، وبتلك المبررات اعتلى قادة الحركات المرتزقة هرم الدولة في الوزارات الإيرادية مثل المالية والمعادن والادارات ذات الصلة بالجانب المالي وإمتيازات شبه مفتوحة من خزينة الحركة الإسلاموية السودانية والإقليمية، ولم تكن تلك الإمتيازات عن هبةٍ أو فراغ، بل بمقابل أرواح المهمشين وفقراء الوعي من أبناء الحاضنة الإجتماعية للقادة الدمويين مناوي واللص جبريل.
في الفترات الماضية شهد تحالف الجيش ومليشياته الاسلاموية من جهة والحركات المستجلبة الزهيدة من جهة، شهد تصدعات كبيرة وأخذت منعطف إجتماعي خطير مما أدى إلى جعل الجيش يتخذ قرارات بإخلاء الحركات لمناطق نهر النيل والخرطوم والشمالية وشرق السودان، وعلا خطاب أنتم لا تشبهوننا، حرروا مناطقكم، نحن نستطيع حماية مناطقنا، اذهبوا إلى دارفور وعبارات عُده من هذا النوع وكل تلك التصعيدات حدثت قبل سقوط الفاشر من أيدي الحركات والجيش، المنطقة التي تحفظ للحركات حقها في السلطة والمحافظة على الامتيازات، وبفقدانها فقد فقدت الحركات كرتها الوحيد المستخدم لإستعطاف وإبتزاز جيش الحركة الإخوانية.
بالتجربة المتكررة الجيش لا يحفظ جميل لأحد، ولا يلتزم بميثاق ولا عهد. وفي المقابل فإن الحركات اكتشفت حقيقة أن الجيش استخدمها لتحقيق غاياته لإطالة أمد الحرب واستنزاف قواتها، واكتشفت أن كل الوعود في فكل حصار الفاشر كانت مجرد وعود كذوبة الأمر الذي يزيد من حدة الإحتقان والغبن تجاه جيش النخبة، وبالتالي قد يشهد تحالفهم المادي إنهيار فعلي وربما قد يصل بهم الحال إلى مواجهات مسلحة
نعم مواجهات مسلحة لأنه وببساطة لم يتبق ما تخسره الحركات أكثر من الفاشر وقد خسرتها





