تشهد مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان استمرار الاحتجاجات الشعبية للمرة الرابعة على التوالي، وذلك ردة فعل على كارثة بيئية وصحية ناجمة عن عمليات التعدين العشوائي واستخدام مواد كيميائية خطرة. وكشف ناشطون بيئيون عن وجود 376 برميلاً من مادة السيانيد السامة مخزنة في منطقة التجولة، والتي تستخدم في استخلاص الذهب بمناطق التجولة واللفة والمريضان.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلن الناشطون عن تسجيل حالتي وفاة جديدتين في مستشفى تلودي،ليصل إجمالي عدد الوفيات المشتبه في ارتباطها بالتلوث الكيميائي إلى 40 حالة، فيما تجاوز عدد الإصابات 270 مصاباً. وقد اندلعت الاحتجاجات الأربعاء الماضي بعد تفشي أعراض مرضية غامضة شملت قيئاً مصحوباً بالزبد وإسهالاً حاداً وارتفاعاً في درجات الحرارة.
مطالب عاجلة
يطالب المحتجون بتحرك عاجل من السلطات لنقل المواد الكيميائية الخطرة خارج المناطق السكنية،وإيقاف أنشطة التعدين العشوائي، ومحاسبة المسؤولين عن الكارثة البيئية. كما يطالبون بتوفير الدعم الطبي العاجل للمتضررين والكشف عن حقيقة الأزمة الصحية التي تتفاقم في المدينة.
استجابة رسمية مثيرة للجدل
في سياق متصل،زار وفد من الشركة السودانية للموارد المعدنية منجم التقولة لتقييم الوضع، إلا أن اللجنة الأمنية المحلية حالت دون نزول الوفد للمناطق المنكوبة. كما أصدرت اللجنة توجيهاً مثيراً للجدل يمنع تداول المعلومات حول الحادثة، مما أثار مخاوف من التعتيم الإعلامي على الكارثة.
جذور الأزمة
تعود جذور الأزمة الحالية إلى احتجاجات متكررة منذ عام 2014 ضد أنشطة التعدين غير المنظمة،وبلغت ذروتها في عام 2019 بمواجهات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وأضرار مادية. وتشكل الاحتجاجات الحالية امتداداً لتلك الاحتجاجات في ظل استمرار المخاوف من تدهور الوضع الصحي والبيئي.
تدهور صحي متسارع
وحذر ناشطون من انهيار المنظومة الصحية في تلودي،مشيرين إلى أن الإصابات التي كانت مقتصدة على مناطق التعدين بدأت تظهر بين سكان المدينة نفسها، مما ينذر بانتشار أوسع للتلوث الكيميائي في ظل غياب الإمكانات الطبية الكافية وفرق الاستجابة السريعة.





