في واقعة أثارت غضباً واسعاً، لقي مواطن سوداني مصرعه متأثراً بإصابات تعرض لها خلال احتجازه وتعذيبه داخل مكتب الاستخبارات العسكرية في مدينة رورو بولاية النيل الأزرق، فيما حاول المسؤولون تبرير الواقعة باعتبارها “تصرفاً فردياً”.
رورو – النيل الأزرق
فارق المواطن أبكر يحي إسحق (المعروف بـ “جرم”) الحياة في الأول من أكتوبر 2025، بعد أيام من التعذيب الممنهج داخل مكتب الاستخبارات برورو، في حادثة كشفت عن تجاوزات خطيرة لقوات الأمن.
وكان أبكر، وهو عامل شحن وتفريغ بسيط، قد تعرض للاعتقال على يد فرد الاستخبارات عيسى جعلي، بعد خلاف على خفض سعر بيع السكر. حيث كان يبيع الكيلو بـ 5000 جنيه مقابل 8000 جنيه في السوق، في محاولة منه “ليرحم الناس من جشع السوق” وفقاً لرواية أهله.
ووفقاً لشهود عيان ومصادر مقربة من الأسرة، بدأت الواقعة عندما طلب جعلي من أبكر كميات من السكر بشكل متكرر دون مقابل، واستجاب أبكر للمطلب مرتين، لكنه رفض في المرة الثالثة طالباً “ترك المجال للمواطنين”، ليرد عليه جعلي بعنف ويقوده قسراً إلى مكتب الاستخبارات.
داخل المكتب، تعرض أبكر لـ “ضرب مبرح وإهانة وإذلال” وفقاً للرواية ذاتها، ليعاد إلى منزله مساء اليوم نفسه “جسداً متهالكاً لا يقوى على حمل نفسه”. ونقل خلال اليومين التاليين وهو يصارع الآلام، ليتوفى أثناء نقله إلى مستشفى الدمازين في منطقة أقدي.
وأصدر قادة المكتب بياناً حاولوا فيه تبرئة مؤسستهم من الجريمة، واصفين إياها بـ “التصرف الفردي” للعناصر المنفذة.
وتداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي قائمة بأسماء المتهمين الرئيسيين في القضية وطالبوا بمحاسبتهم، وهم: وكيل محمد عبدالله أبكر علي (المتهم الرئيسي)، وكيل الهادي هاشم بيلو، الجندي عيسى أحمد عيسى، الجندي حسن آدم حسن، قاسم بشير أحمد، ومجاهد محمد موسى.
الحادثة أثارت استنكاراً واسعاً، ووصفها نشطاء بأنها “جريمة ضد الإنسانية” و”وصمة عار” في جبين النظام، مطالبين بتحقيق عاجل ونزيه ومساءلة جميع المتورطين.





