بورتسودان _ مركز رؤئ الإعلامي
حذر الخبير السياسي السوداني الدكتور صديق طه من أن مطامع سلطة بورتسودان تهدد جهود مجموعة الرباعية الدولية لإنهاء الحرب في السودان، من خلال تبنيها شعارًا يقوض عملية السلام وهو “إما نحن أو الفوضى”.
وأشار طه إلى أن استمرار الحرب يعني مزيدًا من النزوح والمجاعة، مع تفاقم الانهيار الاقتصادي وانقسام البنية السياسية، موضحًا أن القوى المدنية السودانية التي كانت تعوّل على دعم الرباعية، تجد نفسها اليوم أمام جدار مسدود، بينما تسعى بعض الأحزاب والمكونات السياسية التي ساندت انقلاب عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني في أكتوبر/تشرين الأول 2021 وتم تهميشها لاحقًا، للتقارب مع حكومة بورتسودان مرة أخرى بدافع الخوف من الإقصاء الكلي أو بحثًا عن مظلة تحميها.
وتوقع الخبير السياسي أن تحاول حكومة بورتسودان الالتفاف على الضغوط عبر استخدام أدواتها الإقليمية، بهدف ممارسة الضغط على الرباعية، لإعادة النظر في نقطتين أساسيتين: عدم استبعاد التيار الإخواني من المعادلة، وعدم تهميش الجيش السوداني في المرحلة الانتقالية، بدعوى أن ذلك قد يجر البلاد إلى فوضى أوسع.
وأوضح طه أن هذا النهج الذي تتبعه سلطة بورتسودان يعني عمليًا القبول بحرب استنزاف طويلة تحت شعار “نحن أو الفوضى”، مشيرًا إلى أن “استمرار الحرب لا يضمن بقاء سلطة بورتسودان في موقعها، بل قد يدفع القوى الدولية إلى دعم خصومها بقوة أكبر، مما يضاعف الكلفة الإنسانية والسياسية ويعمّق عزلة السودان عن المجتمع الدولي ويزيد احتمالات تفكك الدولة”.
وجدد التأكيد على أن هذا المسار لا يخدم مصالح السودان واستقراره، داعيًا جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لوقف الحرب والمعاناة الإنسانية التي يعيشها ملايين السودانيين.





