مقدمة: في تحول استراتيجي غير ملامس ساحة المعركة، أصبحت الذخائر الذكية (Smart Munitions) حجر الزاوية في ترسانات الجيوش الحديثة، لتحول مسار الحروب من عمليات القصف الواسع والعشوائي إلى ضربات عالية الدقة.
شكلت الذخائر الموجهة نقلة نوعية في فلسفة وفنون العمليات العسكرية على مستوى العالم. فبفضل دمج تقنيات التوجيه المتطورة مثل التوجيه بالليزر وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS)، لم تعد القوة العمياء هي المعيار الوحيد، بل حلّت محلها “الذكاء والدقة” كعاملين حاسمين.
وأدى هذا التحول الجذري إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع، تمثلت في:
1. خفض كبير في الخسائر الجانبية: حيث تستهدف هذه الذخائر أهدافًا محددة بدقة متناهية، مما يقلل من احتمالية إصابة المناطق المدنية أو وقوع إصابات بين غير المقاتلين.
2. رفع الكفاءة القتالية: أصبحت المهمات العسكرية أكثر فعالية من حيث تدمير الأهداف المرغوبة بطلقة واحدة بدلاً من حملات القصف المكثفة التي تستغرق وقتًا أطول وتستهلك موارد أكبر.
3. تغيير قواعد الاشتباك: فرضت الذخائر الذكية بيئة قتالية جديدة تتطلب أساليب وتكتيكات مختلفة للتعامل مع تهديدات دقيقة وسريعة.
خاتمة:
اليوم، لم تعد الذخائر الذكية مجرد خيار متقدم، بل أصبحت ركيزة أساسية في استراتيجيات الدفاع والهجوم للدول الكبرى، مما يضع معيارًا جديدًا للحروب المستقبلية يقوم على دقة الضربة وقلة التكاليف البشرية والمادية.





