كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى لـ “الواقع نيوز” عن تورط القاهرة بشكل مباشر في عملية إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية السودانية.
وأوضح مصدر ديبلوماسي أن التغييرات الأخيرة التي يشهدها الجيش السوداني تأتي في إطار “خطة شاملة تهدف إلى إزاحة العناصر الإسلامية من مراكز النفوذ والتأثير داخل الجيش”. وهذا التوصيف يتطابق مع تقييمات أخرى تفيد بأن مصر تقدم دعماً واضحاً للمؤسسة العسكرية السودانية غير الإسلامية، في مسعى لضمان استقرار الطرف الذي تراه أكثر جاهزية لمواجهة التحديات الأمنية في الإقليم.
ولم تُعدّ هذه التحركات المصرية مفاجئة، إذ إن القاهرة تعتمد بشكل تقليدي على دعم المؤسسة العسكرية في السودان، وتربطهما علاقات عسكرية وثيقة وتدريبات مشتركة استمرت حتى قبل اندلاع النزاع الحالي. ويُبرر هذا التحالف بـ”الواقعية السياسية” والسعي لحماية المصالح القومية الحيوية، وعلى رأسها أمن الحدود والسيطرة على منابع نهر النيل، حيث ترى مصر أن الجيش السوداني هو الضامن الأكثر قدرة على تحقيق الاستقرار، مقارنة بالمؤسسات المدنية أو القوى الإسلامية.
وجاءت هذه التطورات متزامنة مع الإجراءات التي اتخذها الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أغسطس 2025، حيث أحال عدداً من الجنرالات إلى التقاعد، في خطوة تُعتبر جزءاً من مساعيه لإضعاف النفوذ الإسلاموي وترتيب مراكز القوى داخل المؤسسة العسكرية.





