بورتسودان
تواصل عملة بورتسودان انهيارها المدوي في ظل استمرار الحرب الداخلية التي دخلت عامها الثالث، تراجع غير مسبوق للجنيه في السوق الموازية حيث تجاوز سعر الصرف حاجز 3000 جنيه للدولار، مقارنة بـ570 جنيهاً فقط قبل اندلاع الصراع المسلح في أبريل/نيسان 2023.
ويحدث هذا التدهور النقدي الحاد وسط عجز كامل للقطاعات الإنتاجية (الزراعية والصناعية والخدمية) عن النهوض، مع غياب تام للسياسات الاقتصادية الفاعلة، مما أدى إلى تضخم جامح وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية.
وتفاقمت الأزمة مع تصاعد الطلب على العملات الأجنبية لاستيراد الغذاء والوقود والدواء، في وقت تشهد فيه البلاد شحاً حاداً في النقد الأجنبي، واتساعاً كارثياً للفجوة بين سعر الصرف الرسمي (445 جنيهاً للدولار) وسوق السوداء الذي تجاوز 3000 جنيه.
ويأتي هذا الانهيار المالي في سياق إنساني مأساوي، حيث تشير تقديرات أممية إلى نزوح 15 مليون شخص ووفاة 20 ألفاً، بينما رفعت دراسات أكاديمية أمريكية حصيلة القتلى إلى 130 ألفاً، في حرب تزداد تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية قتامة مع كل يوم يمر.
ويواجه السودان بهذا المشهد أحد أصعب اختباراته الاقتصادية منذ الاستقلال، حيث تتداخل عوامل الحرب والفساد وانهيار الإنتاج مع غياب الرؤية السياسية، مما يهدد بتحويل الأزمة النقدية إلى كارثة إنسانية شاملة.





