نجم الدين دريسة
قنوات إعلامية غارقة في البحث عن الإثارة علي حساب الحقيقة نعم يمكن نطلق عليه صراحة إنه إعلام الشبهة والصفقات والفوضي الخلاقة.. إنها القنوات العربية قناة الجزيرة واحدة من هذه القنوات الاخبارية التي ظلت منذ تخلقها ونشأتها تستهدف الشهرة بالتركيز وبشكل كبير علي الإثارة الأمر الذي دفع الكثيرين إلي التشكيك في حيدتها ومهنيتها بسبب بعدها تماما عن المعايير الموضوعية للاعلام .. فهي بدلا من ان تنقل الخبر تريد ان تكون هي محور الخبر نفسه وهذا بالطبع خروج صريح عن المهنية وبروز وتموضع في الاجندة السياسية لتنظيم الاخوان المتأسلمين الارهابي الذي عاث في الأرض فسادا وسام الشعوب عذابا وظلم …
إنحازت قنوات أخري لخط الجزيرة الذي ظل يدس السم في الدسم وصارت تحزوها حزوها ولكأنها ببغاوات ظلت تبعث برسائل تحمل في ثناياها رسائل سياسية مكشوفة وللأسف المتابع والمشاهد لهذه القنوات ظل ينساق وراء هذه الاحداث دون النظر الاغراض والاجندة الخفية خلف عملية التغطية الإعلامية وهي أجندة معلومة تقف وراءها دول لديها مقاصد واهداف ومصالح في الانحياز لاحد طرفي الحرب في السودان والسعي لادانة علي الدوام وإظهاره بمظهر المنتهك وهي قنوات العربية الحدث والشرق نيوز وهي كلها قنوات مدعومة من دولي قطر والمملكة العربية السعودية ويبدو واضحا كالشمس في وضح النهار ان هذه القنوات تعمل وفقا الاستراتيجية إعلامية تخدم سياسية رغم إختلاف الدوافع والاسباب وبما ان هذه القنوات باتت ذات تأثير كبير ولكن المؤسف جدا أنها تخدم مخططات هدفها الاساسي النيل من السودان في مشروعه المدني واستقراره السياسي واستقلاله وتوظيف موارده لصالح شعوبه المختلفة وإلا لماذا الاصرار علي الوقوف مع قوي الردة تريد ان تقطع الطريق لثورة الشعب الباذخة والعودة الي النفق المظلم الذي ظل يرزح في السودان طيلة سبعة عقود من الزمان.
المتتبع لموقف هذه القنوات من إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل وهي حرب الإسلامويين للعودة الي السلطة علي حساب دماء واشلاء وجماجم جماهير الشعب السوداني صارت هذه القنوات ربما الجزيرة بمستو اكبر ثم تبعتها القنوات الاخري تنقل الأخبار الكذوبة وتمارس التضليل بشكل بشع وتعمل بكل الوسائل لشيطنة قوات الدعم السريع قوات التحرر الوطني ففي اكثر من مرة تبلغ الوقاحة درجة بمذيعي ومذيعات هذه القنوات لأن يشيروا لأن الشعب السوداني ليس مع الدعم السريع وهذه فرية وغباء يؤكد جهلهم وانحيازهم الفاضح لأن قوات الدعم السريع تتكئ علي رصيد جماهيري وشعبي تتجاوز اكثر من نصف سكان السودان ولكن خروج هذه القنوات عن الحيادية يجعلها دوما حالة إنزلاق الي الكذب البواح في سوق الكلم الرخيص لدرجة ارتباك مذيعيهم فتبدو الصورة واضحة للناظرين بين ما يعتقدونه من اوهام وما هو علي ألأرض الواقع ... حتي ان الناس كانوا يتندرون الجيش يتحدث عن الانتصارات في المواقع ونحن نري انتصارات الدعم السريع علي الواقع .
المسألة لم ترتبط فقط بالانحياز الاعمي ولكن فقدان الضمير والأخلاق ففي الوقت الذي تذبح فيه القنوات المهنية بشكل بشع يمارس قتل وذبح وبقر البطون بشكل اكثر بشاعة من قبل مليشيات البرهان وكتائبهم الارهابية الداعشية ليس ذلك فحسب بل هنالك مجارز وحشية يرتكبها طيران الجيش بمعاونة طيران الجو المصري ودول محور الشر والتآمر وهذه القنوات تتعاطي مع الأمر وكأن شيئا لم يكن إزدواجية تجعلك ترفع حاجبك فوق مستوي التعجب والاندهاش كم مجرزة حدثت في الكومة ونيالا ومليط وطرة والفاشر وكبكابية والجزيرة والنيل الأبيض وكردفان ومناطق أخري السودان وتدمير للبني التحتية ولكن هذه القنوات تغص طرفها فقط تعمل علي دمغ قوات الدمع السريع بالانتهاكات
فعلا كما قيل
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد.
وأيضل قيل
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا