اسكاي عربي نيوز: متابعات
اتهم مراقبون قيادة الجيش السوداني بمساندة خطط تنظيم الإخوان للسيطرة على المشهد العام في البلاد من خلال عملية تمكين واسعة، وتعزيز السيطرة الأمنية، وتأجيج مشاعر استعداء الخارج لحشد المزيد من الالتفاف، استنساخًا لتجربة تسعينات القرن الماضي التي مكّنت التنظيم من حكم البلاد ثلاثين عامًا قبل أن تطيح به ثورة شعبية في أبريل 2019.
عودة التمكين الكيزاني:
يأتي هذا فيما حذرت نقابات مهنية ومجموعات شبابية في بيانات من محاولات وُصفت بالخطيرة، لتغيير تركيبة النقابات ولجان الأحياء لصالح عناصر التنظيم، باستغلال حالة الفوضى التي تعيشها البلاد بفعل الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 وحتى الآن.
التمكين الأمني:
وأشار المراقبون إلى أن أبرز مؤشرات تلك الخطة تجسدت خلال الأيام الأخيرة في التمكين الأمني من خلال سيطرة كتائب التنظيم المتحالفة مع الجيش على المشهد العسكري، والحملة الإعلامية المعادية للخارج التي تنظمها منصات إعلامية تابعة للتنظيم، إضافة إلى محاولة استعادة التمكين في مؤسسات الخدمة المدنية وترسيخ السيطرة القاعدية من خلال صناعة لجان شبابية ونقابات مهنية جديدة بديلة لتلك التي شاركت في الإطاحة بنظامهم.
الحرب مقابل العودة:
ويتهم مراقبون التنظيم بإشعال الحرب الحالية بهدف إعادة السيطرة عبر البندقية وفرض إرادته من جديد من خلال المؤسسة العسكرية.
وفي أعقاب اندلاع الحرب الحالية، استخدم التنظيم أذرعه المسلحة المتحالفة مع الجيش للسيطرة على المشهد الأمني في البلاد.
ووفقًا للمصباح أحمد، رئيس دائرة الإعلام بحزب الأمة القومي، فقد سعى التنظيم منذ سقوطه للعودة إلى السلطة عبر بوابة المؤسسة العسكرية، مستغلًا وجود عدد من قياداته داخل الجيش السوداني.
مطاردة قوى الثورة:
ويشير أحمد إلى أن معالم المخطط ظهرت بوضوح في الأسابيع الماضية من خلال “الاستهداف الممنهج لقوى الثورة وقيادات القوى المدنية، عبر اتهامات جائرة، وشيطنة متعمدة، ومحاولات لفصل هذه القوى عن قواعدها الجماهيرية”. كما برزت ملامح المخطط، وفقًا لأحمد، من خلال “التمييز في الخدمات بين الولايات، وحرمان بعضها من حقوقها الدستورية، بل وضربها بالطيران”.
استعداء الخارج:
تزايدت خلال الأسابيع الماضية محاولات منصات تنظيم الإخوان وعدد من قيادات الجيش لتحميل بلدان خارجية مسؤولية تفاقم الأزمة الحالية في البلاد، في حين يرى الكثير من المراقبين أن تلك المحاولات تعكس سعي التنظيم للتغطية على مسؤوليته في إشعال الحرب.
ويقول الأكاديمي والباحث السياسي الأمين بلال: “حرب الخامس عشر من أبريل أشعلها الإخوان، لكنهم الآن وبعد فشلهم في تحقيق الانتصار العسكري، يحاولون تصدير نهج الغاب بتوزيع الاتهامات على بلدان العالم”.
ويوضح بلال في حديث لموقع سكاي نيوز عربية: “الإخوان يسعون لاستغلال الحرب للانفراد بالحكم، لذلك يريدون سودانًا معاديًا للقوى المدنية بالداخل وكل دول العالم والمنطقة التي تدعو لحل يعيد المسار المدني”.