الأحد: 2025/04/06
أثار قائد حركة تحرير السودان مني آركو مناوي جدلا سياسيا في السودان مع ظهوره في خطاب وجّهه أخيرا ظهرت في خلفيته خريطة لإقليم دارفور اقتطع منها أجزاء من الولاية الشمالية، وبعث بإشارة أن لديه أهدافا مستقبلية قد يذهب نحو تحقيقها، حال لم يتلق دعما سخيا من الجيش للحفاظ على تماسك القوات المشتركة التي تخوض مواجهات عسكرية صعبة أمام قوات الدعم السريع التي عززت تواجدها في دارفور وكردفان بعد هزائمها في الخرطوم.
غضب على الجيش:
وقال مناوي إن الحديث عن تشكيل حكومة مدنية والذهاب للترويج لإعادة الإعمار ليس وقته الآن، في إشارة إلى امتعاضه من تركيز الجيش على جني المكاسب بعد تحرير الخرطوم وقبلها ولايتا الجزيرة والشمالية، بينما يشير الواقع إلى انتظار معارك أكثر صعوبة في دارفور.
خارطة دارفور:
وتمتد الحدود التاريخية لدارفور بشكل مواز لحدود شمال كردفان مع الولاية الشمالية، فيما تضمنت الخريطة التي ظهرت خلفه أثناء إلقاء خطابه أمام عدد كبير من القيادات السياسية والقبلية تعديلات غير قانونية في حدود الأقاليم السودانية شملت اقتطاع جزء من أراضي الولاية الشمالية وضمه إلى إقليم دارفور.
والي الشمالية:
ودخل والي الشمالية عابدين عوض الله محمد على خط الأزمة وأعلن رفض حكومة الولاية للخريطة التي نشرها مناوي وأن “حدود الولاية الشمالية معروفة وثابتة تاريخيًا وقانونيًا، وفقًا للحدود الإدارية الرسمية للدولة السودانية المعتمدة منذ الاستقلال، ولا يمكن القبول بأيّ محاولات لتغيير هذه الحدود دون الرجوع إلى المؤسسات الدستورية والجهات المختصة،” وطالب الحكومة الاتحادية بـ”التدخل الفوري لتوضيح الأمر“.
مخاوف مناوي:
وقال المحلل السياسي السوداني أحمد خليل إن المعارك تأخذ في التصاعد على تخوم ولاية الفاشر بشمال دارفور، وإن حاكم الإقليم يخشى من أن يكون دخول الجيش للخرطوم والولاية الشمالية دافعا لترك القوات المشتركة التي يشرف عليها لمصيرها في مواجهة قوات الدعم السريع وبعض الحركات المسلحة المتحالفة معها.
شعارات الكراهية:
وأوضح أن خطاب مناوي يتناغم مع شعارات الكراهية المنتشرة في السودان مع تزايد النعرات الانفصالية التي لا تتعلق فقط بإقليم دارفور، لكنها تصل إلى ولايات مثل الشمالية وكردفان، مع تشكيل هياكل سياسية تدعم هذا الخطاب والاتجاه نحو تكرار انفصال الجنوب، والخريطة التي وقف أمامها مناوي ليست جديدة وظهرت من قبل دون أن تحظى بهذا القدر من الجدل، والحاصل الآن هو وجود بيئة تكرس للصراع الأهلي مع إطالة أمد الحرب.
تشكيل الجغرافيا السودانية:
واعتبر البعض من المتابعين حديث مناوي محاولة لإعادة تشكيل الجغرافيا السودانية بطريقة تتجاهل التاريخ والجغرافيا المعتمدة للدولة، وهو ما يفتح الباب أمام الحديث عن الحقوق التاريخية لأقاليم وولايات السودان المختلفة، كما أن هذا التحرك في وقت مازالت لم تضع فيه الحرب أوزارها يعكس الصعوبات التي تواجه مسألة بقاء السودان موحدا، في ظل غياب رؤى التوافق السياسي والقبلي التي قد تُعيد البلاد إلى نقطة ما قبل اندلاع الحرب.