شهدت منطقة العمليات العسكرية شمال السودان تطورات مفاجئة بعد انسحاب “القوات المشتركة” من منطقة المالحة وتوجهها نحو جبل عيسى ثم إلى أراضي الولاية الشمالية، وذلك على خلفية خلافات حادّة واتهامات بالارتزاق بين القوات وقياداتها.
ووفقاً لمصادر ميدانية، اندلع خلاف بين قوات “عبدالله بنده” وقيادة “القوات المشتركة”، حيث اتهمت قوات “بنده” قوات “مناوي” بخيانتهم خلال معركة المالحة، مشيرة إلى أن “طوابير” منهم تعرضت للقصف الشديد رغم التجهيزات الدفاعية، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوفهم.
وأرجع مراقبون هذه الخلافات إلى “تهاون القوات في القتال”، ووصفوها بأنها “مجرد حركات ارتزاقية مأجورة”، مشيرين إلى أن أغلب مقاتليها جاؤوا من ليبيا أو مناطق تعدين الذهب، وتم تجنيدهم بوعود مالية دون التزام بقضية وطنية، مما أدى إلى هزائم متتالية.
انسحابات واتهامات بالإرتزاق
وقد انسحبت قوات “عبدالله بنده” إلى مدينة مروي، بينما توجه جزء من قوات “مناوي” إلى منطقة الدبة، وسط تقارير عن تفكك كبير في تماسك القوات. وكشفت معلومات استخباراتية أن القادة الميدانيين تلقوا مبالغ مالية ضخمة، بينما يتقاضى السياسيون مثل “جبريل إبراهيم” و”ميني أركو مناوي” وعائلاتهم ملايين الدولارات شهرياً، مما دفع بعض القادة إلى الامتناع عن خوض المعارك.
وقد حاول نائب قائد الجيش، الفريق “ياسر العطا”، التدخل للتوسط بين الأطراف، لكنه رفض دفع مبالغ إضافية وطالب القادة باستخدام الأموال التي تلقوها سابقاً، مما فجّر خلافات جديدة ودفع القوات إلى التفرق.
دعوات للتسليم والتفاوض
في غضون ذلك، دعا عقلاء من أهالي المنطقة جنود “القوات المشتركة” إلى “الرجوع لصوت العقل” والتسليم أو التفاوض مع قوات “الدعم السريع” للحفاظ على أرواحهم، خاصة مع تقدم أرتال الدعم السريع المدعومة بالطيران نحو الولاية الشمالية.
ويشهد الميدان حالة من التشتت بين صفوف “القوات المشتركة”، حيث يرى كثيرون أن الحرب خاسرة لا محالة، فيما تتجه بعض القوات إلى مناطق مختلفة دون تنسيق، مما يضعف موقفهم العسكري بشكل كبير.