لقد بات واضحا للجميع أن ما يعرف بالحركات المرتزقه، قد فقدت بوصلتها، وانحرفت عن مسار القضية والثورة، لتتحول إلى مجرد أدوات في يد الجلاد الجيش المليشياوي الإرهابي والكيزان.
رأينا جميعا بالأمس مظاهر التململ والتذمر التي اعترت هذه الحركات بعد أن أدركت أن مهمتها قد انتهت، وأنها لم تكن سوى وسائل مؤقتة سرعان ما يتم الاستغناء عنها.
لقد انكشفت الحقيقية لمناوي وعقار، وظهر أنهم ليسوا أكثر من عبيد يستخدمون وقت الحاجة ثم يرمى بهم عند انتفاء الغرض، وهذا هو مصير كل من لا يحمل قضية حقيقية، ويبيع نفسه بثمن بخس، مقابل منصب زائل أو حفنة من المال تشبع جوعه المؤقت وتقتل كرامته.
لولا قائد الثورة، وقائد المهمشين، الفريق محمد حمدان دقلو، لما كان لهؤلاء الحركات موطئ قدم سوى في الغابات والفيافي، ولظلوا مشتتين في الجبال والصحاري أو متسكعين في دول الجوار كتشاد وغيرها.
لقد وقفت قوات الدعم السريع موقفا صلبا من أجل تحقيق سلام جوبا، رغم رفض النخبة الحاكمة حينها لمشاركة حركات الارتزاق في المشهد السياسي، ولكن بفضل إصرار قيادة الدعم السريع على السلام والاستقرار، تم إشراكهم، لا رغبة فيهم، بل رغبة في إنهاء الحروب وتثبيت دعائم السلم في السودان.
وقد قدم لهم ما لم يحلموا به؛ أصبح جبريل وزيرا للمالية، ومناوي حاكما لإقليم دارفور، وكل ذلك بفضل الدعم السريع، ولكن عندما اندلعت الحرب تنكروا للجميل، وانقلبوا على من أحسن إليهم، واصطفوا مرة أخرى إلى جانب الجلاد.
والأسوأ من ذلك، أنهم وصفوا الدعم السريع بالمرتزقة والأجانب! يا للسخرية! ألم يكونوا هم بالأمس المرتزقة والأجانب والتشاديين؟!
إن هذه الحركات أثبتت أنها جاحدة، ناكرة للجميل، لا عهد لها ولا وفاء. وعلى قوات الدعم السريع أن تتعلم من هذا الدرس، فكما يقول المثل: المعضي الدبيب بخاف من جر الحبل، وكما قال الحديث النبوي لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
وإذا شاءت الأقدار أن انفصلت هذه الحركات عن جلاديها لاحقا، فعلى الدعم السريع أن لا يعيد الخطأ ذاته، وألا يمد يده إلى من خان.
فالخائن لا يؤتمن، ويجب أن يعامل بما يستحق (بـالقدوم العفن).
عبدالقادر فضل الله اللغيبش