✍️خالد كودي
إن رفض العلمانية وحق تقرير المصير ليس مجرد اختلاف سياسي أو أيديولوجي، بل هو تعبير عن عقلية مريضة ترى الآخرين مجرد أتباع بلا إرادة،
وليسوا مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات. هذه العقلية هي التي أدت إلى انفصال الجنوب، وإشعال الحروب في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق، وهي التي ستواصل تمزيق السودان وإغراقه في مزيد من الفوضى والانهيار إن لم يتم مواجهتها بوضوح .
إن ميثاق التأسيس والدستور الانتقالي، الذي رسم خارطة طريق جديدة، يمثل الفرصة الأخيرة أمام هذه النخب لتقبل التغيير والانصياع لمبادئ العدالة والمساواة. فإما أن تقر بحق الشعوب في تقرير مصيرها وتبني نظاماً ديمقراطياً حقيقياً، أو ستظل عالقة في مستنقع الاستبداد، حتى تتجاوزها الشعوب وتفرض إرادتها بالقوة التاريخية التي لا تُقاوم!





