البرتكولات السرية :
- في عام 1994م، وبعيد مؤتمر تنمية الولاية الشمالية الكبرى، سربت معلومات، قيل أنها المخرجات السرية للمؤتمر، وأسماها الذين سربوها: (بروتكول عرب شمال السودان)، وقيل أيضا أن الضابط الذي سرب تلك المعلومات، مات مسموماً بعد فترة وجيزة. وقد جاء في (البروتكول):
- 1/ نحن أبناء الشمالية الكبرى، قلة قليلة بالنسبة لبقية جهات السودان، وولايتنا فقيرة من حيث الموارد الطبيعية، ولولا النيل لما قامت لنا قائمة، وبالتالي لا بد لنا من السيطرة على السودان، مهما كانت التكلفة والتضحيات، ولا تفريط في ما حققه لنا أجدادنا آباؤنا، وبالتالي يجب أن تستمر هذه السيطرة على السلطة والثروة إلى عام 2050م على أقل تقدير،
- 2/ الوحدة الكاملة مع مصر، هدف استراتيجي لا نكوص عنه، وفي حال ثارت الجهات الأخرى علينا، سنسلم السودان كله لمصر، التي سيكون سكانها في هذا التاريخ، (150) مليون نسمة، وستكون مصر حينها عاجزة تماماً عن توفير أراضٍ سكنية، أو موارد لإعاشة مواطنيها، ولن تتردد في غزو السودان عبرنا، واحتلاله، لتضمن استقرارها وبقاءها، ومن ثم بقاءنا واستمرار سيطرتنا المسنودة من مصر. أما إذا لم نستطع ذلك، أو منع المجتمع الدولي هذا الغزو، فلا مناص من ضم الولاية الشمالية لمصر، ومن حسن حظنا أنها متاخمة لها،
- 3/ ولكي ننفذ هذه الاستراتيجية، علينا أن نتبع الخطوات التالية:
- أ/ السيطرة الكاملة على الجيش والشرطة والأمن، ولا تأخذنا في ذلك لومة لائم، أو نستمع لأي ضجيج. يجب أن تستمر سيطرتنا على مفاصل القوات النظامية، خاصة في القيادات العليا لهذه الأجهزة، ويجب أن تنحصر الترقيات في أبنائنا، ليكونوا دائماً هم الأعلى رتبة، وفي كامل الجاهزية للتغيير، وبذلك نضمن تراتبية القيادات الأمنية، ومن ثم السيطرة على السلطة والثروة، ثم نواجه أي طامع في السلطة أو مغامر، بآلتنا العسكرية، والأمنية، والإعلامية، ونقضي عليه في مهده،
- ب/ السيطرة الكاملة على الإعلام بكافة أنواعه، مرئي، مسموع، ومقروء، ولا نخجل من إبراز مواهبنا في السياسة والرياضة والفنون، وحصر برامج الحوارات في الإذاعة والتلفزيون والصحافة على أبنائنا، لتكوين وصناعة شخصيات قومية، واختيار وجوه فاتحة وجميلة، باعتبار أن الإعلام عابر للقارات والفضاءات، ولنبين للناس أن غيرنا غير مناسب للظهور في الإعلام المرئي تحديداً، وبذلك نحقق التفوق العرقي ونعمق الهزيمة النفسية في أعدائنا. ثم محاصرة أي متطلع لبناء إمبراطورية إعلامية، والقضاء عليه، لأن الإعلام هو السلاح الأقوى والأكثر فتكاً بالخصوم.. يجب ألا نمكن أبناء الهامش من مشاركتنا أدوات السيطرة على السلطة والثروة. وإذا اضطررنا لمنح تصديق لصحيفة أو إذاعة أو تلفاز، بحجة أن السودانيين أمام القانون سواء، وكنوع من الإيهام، يجب محاصرة هذا الجهاز أو الصحيفة بالسلطات الأمنية، وحجب الإعلانات عنها، حتى تضطر لإعلان إفلاسها، وانسحابها من المشهد،
- ج/ السيطرة الكاملة على الموارد، والثروات، ويجب ألا نترك لغيرنا فرصة لتكوين ثروات طائلة، حتى لا تستخدم ضدنا في يوم من الأيام،
- د/ ولكي نكون دائمي السيطرة على مفاصل الدولة، يجب إضعاف التعليم العام، وذلك بمنح كل من هب ودب حق تأسيس مدارس خاصة، وزيادة مصاريف الدراسة، حتى لا يستطيع أبناء الموظفين والعمال والفقراء إرتيادها، وإضعاف المدارس الحكومية التي يدخلها المبرزين من أبناء الفقراء، فلا يجدوا معلماً مؤهلاً، لأنه سيهاجر إلى الخارج، أو ينضم للمدارس الخاصة التي تدفع له أجراً أعلى، أو كتب كافية، أو معامل مهيئة للمساقات العلمية التطبيقية.. وإضعاف الجامعات بعدم تأهيلها فنيا، وإضعاف الأستاذ الجامعي بعدم تأهيله، وزيادة عدد الطلاب حتى لا يتمكنوا من الاستيعاب الجيد، وليكون الخريجون غير مؤهلين لمنافسة أبنائنا الذين يجب أن يتعلموا في المدارس الخاصة الممتازة، وفي الدول المتقدمة، عندما يرتادون الجامعات،
- هـ/ إفقار الناس، وجعلهم يلهثون وراء لقمة العيش، فلا يجدوا فرصة للتفكير في مناكفتنا، ثم التضييق عليهم أمنياً، وسلب حرياتهم، لإحداث مزيد من الهزيمة النفسية، ليكونوا خانعين مقهورين، يتبعوننا مثل الكلاب الجائعة، تطبيقاً لنظرية تسلسل الحاجات، التي تقول في مجملها، أن الإنسان إذا لم يشبع حاجاته العضوية، فلن يفكر في الرفاه. يجب أن يكون الشعب جائعاً، لا يجد قوت عياله، مهموماً، لا يجد دواءً لمرضاه، محبطاً، لا يفكر أبعد من موطئ قدميه،
- و/ يجب التخلص من جميع المؤسسات الحكومية الإنتاجية في الدولة، بخصخصتها لصالح منسوبينا ومؤسساتنا السياسية، وإهمال المشاريع الزراعية لإضعاف تأثير اتحادات المزارعين، واستقطاب قياداتهم ليركبوا معنا تحت ضغط الحاجة، وتفكيك جميع الاتحادات الفئوية، والنقابات العمالية المطلبية، والسيطرة عليها بالترغيب والترهيب.