في ظل التدهور المريب الذي يحيط بحالة الطائرات الحربية في قاعدة وادي سيدنا، تتصاعد المخاوف من سيناريوهات كارثية قد تهدد ليس فقط جاهزية القوات الجوية، بل قد تؤدي إلى انهيار شامل لقدرتها على الردع والعمليات. الوضع الحالي ينبئ بكارثة وشيكة، حيث تواجه الطائرات حربًا من نوع آخر، حربًا ضد الإهمال التقني، ونقص التمويل، والفشل الإداري الذي يحيط بكل جوانب الصيانة والتشغيل.
1.سيناريو الانهيار المفاجئ:
تعمل الطائرات الحربية اليوم على حافة الخطر، حيث تُجبر على تنفيذ المهام دون صيانة دورية أو فحص دقيق، مما يحولها إلى قنابل موقوتة تحلق في سماء البلاد. مجرد إقلاع أي طائرة غير مؤهلة قد يكون بمثابة إطلاق حكم بالإعدام على الطاقم والهدف، فالأعطال المفاجئة في الجو قد تؤدي إلى سقوط كارثي في مناطق مأهولة، مهددةً أرواح المدنيين ومحرجةً للنظام العسكري أمام المجتمع الدولي.
- سيناريو الطيارين في مواجهة المجهول:
داخل قمرة القيادة، يقف الطيارون في مواجهة مصير غامض. الغموض الذي يحيط بالحالة الحقيقية للطائرات يجعلهم في حالة من الرعب الدائم، حيث لا يدركون ما إذا كانت الطائرة التي يقودونها قادرة على العودة سالمة أم أنها ستتحول إلى كرة من اللهب في الجو. هذا التكتّم المدروس من قبل القيادة العسكرية قد يدفع الطيارين لاتخاذ قرارات خطيرة تحت ضغط الخوف وعدم الثقة، مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية في العمليات القتالية. - سيناريو الهجمات المفاجئة وسط العجز التقني:
في حال اندلاع مواجهات عسكرية، قد تجد القوات الجوية نفسها عاجزة عن الرد الفوري بسبب الطائرات المتهالكة، مما يترك المجال مفتوحًا أمام العدو لتحقيق اختراقات خطيرة في المجال الجوي. الأسوأ من ذلك، أن أي هجوم مفاجئ قد يكشف ضعف القوات الجوية أمام الجميع، مما يعزز صورة الهشاشة العسكرية ويفتح الباب أمام انهيار وشيك للسيطرة الجوية. - سيناريو الاستنزاف المالي والانهيار الإداري:
العقوبات الاقتصادية والتوجيه الخاطئ للموارد جعلت من صيانة الطائرات أولوية مؤجلة لصالح شراء الذمم وتمويل المليشيات، مما حول القوات الجوية إلى مؤسسة هشة تعتمد على “ترقيعات” مؤقتة لا تسمن ولا تغني من جوع. ومع استمرار النزيف المالي وسوء الإدارة، قد تصل القوات الجوية إلى نقطة الانهيار الكامل، حيث تتوقف الطائرات عن التحليق تمامًا أو تتحول إلى أهداف سهلة في سماء البلاد. - سيناريو الانفجار الداخلي:
الضغوط المتزايدة والفساد الإداري قد يدفع العاملين في القاعدة الجوية إلى التمرد، أو تسريب معلومات حساسة للجهات المعادية، مما يجعل من وادي سيدنا نقطة ضعف استراتيجية قابلة للاستهداف في أي لحظة. تسريب مثل هذه المعلومات قد يعجّل باندلاع صراع داخلي يعجل بنهاية المؤسسة العسكرية من الداخل.
المحصلة النهائية لكل هذه السيناريوهات هي أن القوات الجوية تسير على حافة الانهيار، وبينما يلتزم القادة الصمت، فإن الطائرات قد تصبح في لحظة الحقيقة مجرد خردة جوية تنتظر السقوط المدوي.