بورتسودان 23 يناير 2025 – شهدت العلاقات بين حكومة بورتسودان وجنوب السودان توترًا مفاجئًا بعد مطالبة جوبا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالتدخل للتحقيق فيما وصفته بـ”أعمال إرهابية” ارتكبها الجيش السوداني ضد رعايا جنوب سودانيين في ولاية الجزيرة. في المقابل، نددت الخارجية السودانية ببورتسودان هذه الاتهامات، محذرةً من تجاوزات جوبا، قائلة إنها صبرت علىها كثيراً.
وخلال اجتماع في نيويورك حول تعزيز القيادة الأفريقية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والسلام، صرّح وزير خارجية جنوب السودان، رمضان عبد الله، بأن الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه مارسوا “الإرهاب” ضد مواطني جنوب السودان وقتلوهم، داعيًا الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة للتحقيق في هذه الأحداث.
لكن وزارة الخارجية السودانية ببورتسودان استنكرت هذه التصريحات، ووصفتها بغير المبررة، خاصةً أنها جاءت بعد إعلان الحكومة السودانية تشكيل لجنة للتحقيق في ذات الأحداث.
وفي بيانها الصادر يوم الخميس، أكدت الخارجية السودانية أن الحكومة “ظلت تمد حبال الصبر” على تجاوزات جوبا، رغم مشاركة مرتزقة جنوبيين في صفوف الميليشيا، مشيرةً إلى أنها أبلغت سلطات جنوب السودان بالأدلة والوثائق، إلا أن الأخيرة لم تتخذ إجراءات لمنع تجنيد المرتزقة وإرسالهم، بل واصلت تقديم تسهيلات للميليشيا، بما في ذلك نقل وعلاج عناصرها في مستشفيات جنوب السودان.
وأضاف البيان أن جوبا ومدنًا أخرى شهدت حملات انتقامية شملت القتل والاعتداء الجسدي والنهب، استهدفت سودانيين بتحريض من قيادات جنوبية رسمية، ولم تسلم منها حتى السفارة السودانية وأعضاؤها، في خرقٍ واضح لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
و لقي 16 سودانيًا مصرعهم، بينهم طبيب، في أربع محافظات بجنوب السودان، خلال أعمال عنف اندلعت بعد مزاعم بتصفية الجيش السوداني لرعايا جنوبيين، عقب سيطرته على مدينة مدني في 11 يناير الجاري.
وأعلنت الخارجية السودانية عزمها اتخاذ الإجراءات المناسبة للرد على تجاوزات جوبا في المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدة أنها لن تتوانى عن اتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوقها وحقوق مواطنيها.