تقرير: العباس السفاح
تناول محللون عسكريون وسياسيون مالآت معركة الفاشر بين قوات الدعم السريع من جهة وقوات الجيش الإرهابي والحركة الإسلامية المتطرفة وحركات الارتزاق المسلحة التي تخلت عن الحياد بعد انتهاء مهلة الدعم السريع للمسلحين للخروج من الفاشر عاصمة شمال دارفور وأخر معاقل الجيش بدارفور، مع ضمان الخروج الآمن لهم ومعاملتهم برفق ووفق النظم الدولية والإنسانية.
إلّا أن الاخبار تواترت بإحتدام المعارك الشرسة بين القوات المهاجمة، وتلك المدافعة المكونة من «الفرقة السادسة مشاة» بالجيش ومليشيات الحركة الإسلامية وقوات حركات الإرتزاق.
الفاشر ورقة رابحة جداً:
ويقول والي شمال دارفور السابق، محمد حسن عربي، لـ«الشرق الأوسط»، إن الفاشر بالنسبة إلى الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش «ورقة سياسية مؤثرة… علماً بأن مجرد الدفاع عن المدينة لا يعدّ ورقة سياسية رابحة، لكن لأن المدينة هي العاصمة الوحيدة التي لم يسيطر عليها (الدعم السريع) في إقليم دارفور، وبمساحة الإقليم التي تعادل مساحة فرنسا، ومجاورته كلاً من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وعدم بعده عن مصر والولاية الشمالية وولاية نهر… فإن من يتحكم في الفاشر يمتلك ورقة رابحة يصعب التفريط فيها.
الفاشر نقطة محورية:
ويضيف عربي: إذا وضع (الدعم السريع) يده على الفاشر، فذلك سيفتح أمامه طرق الحركة والمناورة شرقاً بأريحية، ويصبح بإمكانه التحرك باتجاه مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، وتأمين ظهر قواته في الخرطوم والجزيرة والنيل الأزرق، الفاشر الآن هي «آخر نقطة ارتكاز بيد الجيش في دارفور واذا ما فقدها فقد الأقليم برمته وتعقدت حلوله لذلك أري أن الفاشر هي ام المعارك بالنسبة للجيش والحركات المسلحة.
ماذا قالت أماني الطويل؟
من جهتها، قالت المحللة السياسية المصرية، أماني الطويل، بمقال نشرته في «إندبندنت عربية»، إن سقوط الفاشر «سيخلق واقعاً سياسياً يتعزز فيه موقع (الدعم السريع) العسكري، ويعقد الوضع السياسي في السودان… والفاشر بوصفها المعقل الأخير للجيش، فإن سقوطها قد يقلب موازين القوى العسكرية بين طرفي الصراع».
مركز استراتيجي:
وقال الخبير الأمني اللواء متقاعد مالك أبو روف «الفرقة السادسة (في الجيش) أكبر فرقة عسكرية في دارفور من حيث التسليح والعتاد الحربي وعديد المقاتلين، وأضيفت إليها قوات الحركات المسلحة، وقوات الجيش التي انسحبت من بقية فرق دارفور، مما يجعل منها مركزاً عسكرياً استراتيجياً».
تفتح الطريق للاستيلاء على بابنوسة والأبيض وكوستي:
ويقطع اللواء أبو روف بأن «استيلاء (الدعم السريع) على الفاشر، سيمهد له الطريق نحو إسقاط القواعد العسكرية التابعة للجيش في بابنوسة والنهود بولاية غرب كردفان، والأبيض بولاية شمال كردفان، وربما كوستي بالنيل الأبيض، وسنار بولاية سنار، وربما مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق».
هزيمة معنوية كبيرة للجيش والحركات:
وأشار إلى أهمية «مطار الفاشر الدولي»، الذي يعدّ من أكبر مطارات دارفور، وكان الجيش يستخدمه في عملياته، قبل إغلاقه بعد بدء الاشتباكات، والى جانب أهميتها العسكرية، يقول اللواء أبو روف إن «لمعركة الفاشر بُعداً معنوياً كبيراً، وسيطرة (الدعم السريع) عليها ستلحق هزيمة معنوية كبيرة بالجيش والقوات الحليفة له، وخسارته إياها ستعد انتكاسة كبيرة».