علي أحمد
هل شاهدتم مقطع الفيديو الذي صوره المعتدي الأثيم، العُتل الزنيم، الإرهابي التابع لجيش الكيزان؛ يُسري عمر عبد الكريم – من قرية نعيم الله – ريفي الحوش، جنوب ولاية الجزيرة؟
إذاً، ما رأيكم فيما فعله هذا (الجياشي) الكوز بصديقة والدته وجارته السيدة (مريم) الشهيرة بـ”مريومه”؟ تلك المرأة المُسِنة، والأم لـ(6) من البنات ومثلهم من البنين. هل رأيتم كيف ضربها وشتمها وأهانها بتهمة أنها كانت تعطي ماءً للشرب لأفراد تابعين لقوات الدعم السريع؟ وما ماء الدين سوى إطعام الطعام وإفشاء السلام؟ فوصفها الكوز المنخور بالعاهرة والسارقة، وأطلق عليها وابلاً من الألفاظ الشوارعية البذيئة والفاحشة والخادشة للحياء. ثم انهال عليها ضرباً وصفعاً على وجهها، فوقعت على السرير، وانحسرت ملابسها وكادت أن تتعرى، لولا أن أحدهم طلب منه أن يدعها تلبس ثوبها وتستر نفسها.
يا لفظاعة جنود الجيش وأفراد مليشيات الكيزان وسوء أخلاقهم وسفالتهم وحقارتهم! ويا لعنصريتهم التي ظهرت في ممارساتهم الوحشية بحق سكان الكنابي، وجلهم من ما يسمى بالقبائل الأفريقية – لا أعرف من أتى بهذا المصطلح؟- من أبناء (دارفور) وأبناء جنوب السودان الذين يمتهنون الأعمال الزراعية بالجزيرة. تعرض هؤلاء للقتل والذبح والتنكيل والاضطهاد والتحيُّز العرقي الذي وصل ذروته بهذا الفاصل من الإهانة والتنكيل بالسيدة مريم.
السيدة مريم، بحسب ما نما إلينا من معلومات، تنتمي إلى قبيلة البرقو التي عُرف أفرادها في ولاية الجزيرة ببراعتهم في أعمال الزراعة منذ تأسيس مشروع الجزيرة عام 1925، أي قبل نحو مائة عام من الآن. قرن كامل من التعايش مع المكونات الاجتماعية، لم يُعرف خلاله من البرقو والتاما والمساليت والزغاوة والهوسا وغيرهم إلا السلام والاحترام والتدين وحسن المعشر. لكن الكيزان وقيادة الجيش، اللتان تتبنيان الأفكار العرقية والانفصالية لما يعرف بمنظمة (النهر والبحر) العنصرية، هما السبب الذي جعلنا نشاهد فيديو جندي الجيش الكوز (يُسري عبد الكريم) وهو يصفع ويهين ويشتم امرأة في سن والدته، بل جارته وصديقة والدته، ويصفها بالعاهرة!
ليس ذلك فحسب، بل هناك أخبار متواترة – لم يتسنَّ لنا التأكد منها – تقول إن السيدة (مريومه) قد ماتت جراء التعذيب الشديد، حيث تم اعتقالها مع جميع أبنائها من سن (13) فما فوق، ورميهم كالزبالة النتنة في معتقل أمني بالمناقل، فأصبحوا أسرى ورهائن للكوز (يُسري).
لقد حوّل (عُسري) هذا قرية (نعيم الله) إلى (جحيم الشيطان)، بل هو الشيطان نفسه، وما الكوز إلا طيف من إبليس. فهذا المعتوه، بحسب سيرته المبذولة، عمل عقب تخرجه – بالواسطة – في قسم شؤون الطلاب بجامعة أم درمان الإسلامية، قبل أن يتم فصله من وظيفته بسبب سوء السلوك. ثم التحق بالجيش وفُصل منه أيضاً لنفس السبب، وأُعيد إلى الخدمة بعد إشعال تنظيمه السياسي حرب 15 أبريل 2023، فأُلحق بجهاز الأمن والمخابرات بالمناقل، التابع بالكامل للحركة الإسلامية.
ومع ذلك، فإن الأمر لا يقتصر على كونه تصرفاً فردياً من هذا المعتوه، بل هو جزء من منظومة من التعاليم الشاذة والمشوهة والمريضة التي لا تكتمل صورة الكوز بدونها!
الآن، هل ستصمت منظمات المجتمع المدني ذات الصلة بحقوق النساء والأطفال، كعادتها، كلما ارتكب الجيش والقوات المتحالفة معه انتهاكات من الدرجة الأولى؟ أم سيوخزها ضميرها قليلاً وتُبدي بعض الحياء فتتعاطف مع (مريومه)؟ وإن كنت لا أعتقد أنها ستفعل ذلك. فـ”لستة” (هالة الكارب) الزائفة التي تضم 500 امرأة مغتصبة في شهر بواسطة جنود الدعم السريع – أي والله 500 في شهر – يا لكذب هذه المرأة الفاجرة! هي “لستة” بطولها وعرضها، لكنها لا تتسع لامرأة (برقاوية)، خصوصاً إذا كان المعتدي: كوز وأمنجي وجياشي. ولا أريد أن أزيد.