في دراسة مثيرة قدمها وزير الزراعة بحكومة السادات “سيد مرعي”, قال فيها ما مفاده أنه مع تقلص الرقعة الزراعية أن الانفجار السكاني المتزايد للمصريين, لا يمكن التعامل معه إلا بالتمدد في أرض السودانيين و إستغلالها زراعيا, وتوطين الملايين من الفلاحين على طول مسار النيلين الأبيض والأزرق.
17 مارس 2011م صرّح أمين أمانة الزرّاع والرعاة بحزب المؤتمر الوطني المحلول فتحي محمد خليفة أن التركيبة السكانية قد تغيرت للافضل بعد الانفصال, وأن الحكومة بصدد توطين مصريين بالجزيرة و النيل الأزرق و القضارف و سنار لخلق تركيبة أكثر تجانساً.
23 ابريل 2011م أعلن السفير السوداني بالقاهرة عبدالرحمن سر الختم عن اتفاق بين الحكومة السودانية و المصرية يقضي بتوطين 10 ملايين فلاح مصري في السودان وفقا لترحيب الرئيس المخلوع عمر البشير بهذا الاتفاق.
14 اغسطس 2011م الحكومة السودانية تعلن عن رغبتها في توطين مليون و250 الف فلاح في ولاية الجزيرة, و سنار و القضارف و النيل الأزرق.
13 مايو 2013م وزير خارجية النظام البائد علي كرتي يدعو المصريين للإستيطان بالمناطق الزراعية في الجزيرة و الشمالية.
- هذه النقاط أعلاه توضح لك بجلاء العقلية العنصرية لنظام الحركة اللاإسلامية الإرهابي, و حزب المؤتمر الوطني المحلول, وهي الخطة التي كانت ترمي لتغيير ديموغرافي كبير في منطقة وسط و شمال السودان و النيل الأزرق و سنار و القضارف.
وبكل ما يمثله الأمر من انتهاك للسيادة الوطنية للسودان و شعبه, إلا أن عصابة الإسلاميين التي باعت البلاد و قسّمتها, لم يكن لديها هم سوى التخلص من المكونات غير العربية في السودان, ولو أضطرهم الأمر لإقامة الحروب ضدها و محوها من الخارطة.
واليوم في حرب الاسلاميين التي دمّرت السودان, تجد أن أكثر الأصوات رواجاً هي التي تدعو لإنفصال السودان عن إقليم دارفور الذي يحتوي على مكونات غير عربية, بل و تشرّع له سراً مثل قانون “الوجوه الغريبة” الذي لا يمكن وصفه بأقل من العنصري, بل ويتم مضايقة واعتقال و قتــ.ــل كل من له ملامح غير عربية, بينما يُنادى علنا بطرد حركات دارفور التي تقاتل بجانب جيش الإسلاميين, و إخراجها من الولايات و الأقاليم ذات الأكثرية العربية.
الحملة الشرسة التي استهدفت سكان ما يعرف بـ”الكنابي” وهي احياء عشوائية ذات أكثرية غير عربية تمتهن الزراعة في ولاية الجزيرة وسط السودان, وتنتمي لنفس المكونات العرقية للحركات المسلحة تحت ذريعة تعاونها مع قوات الدعم الســ.ـريع , تجاهلت هذه الحملات تعاون الأكثرية العربية مع الدعم السريع بوجود احد قادتها ابوعاقلة كيكل, والاف المنتمين إليها.
والاحداث و المجازر الرهيبة التي طفت إلى السطح, ووثقتها كاميرات الجيش و كتائب الإسلاميين, أعادت للأذهان الحرب البشعة التي شنّها ذات النظام في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق ضد المكونات غير العربية, و أحيت بعض المشاهد ما ارتكبه المجلس العسكري من مجازر في فض اعتصام القيادة العامة في الـ3 من يونيو 2019م, و كأنما يُعيد للشعب و الثوار جريمته بصورة علنية هذه المرة على الرغم من تطوع مكونات زورية للقتال في صفوفه مع كتائب الاسلاميين الإرهابية جنباً إلى جنب.
ويخشى مراقبون من أن الحرب في السودان اتخذت منحى عرقي, وهي بداية الإنزلاق إلى الحرب الأهلية التي تقودها الحركة الاسلامية و تخدم أهدافها و رغبات قاداتها العنصريون.