أطياف
صباح محمد الحسن
لعبة الموت !!
طيف أول :
أيُ خطيئة هذه التي
تخطت حاجز الضمير
وأيُ شكٍ هذا الذي أذاب
الثقة وهدم حواجز الطمأنينة!!
ولايكفي الحكومة إحساسها بالحرج من أفعال قواتها بولاية الجزيرة فالمطلوب منها أكبر من هذه المشاعر ، لأنها ستحّملُ على عاتقها أثقل الأحمال منذ بداية الحرب وحتى تاريخه ، فالإعلان عن خروج الدعم السريع من ولاية الجزيرة يعني الإعلان عن مسئولية الجيش عن أمن وسلامة المواطنين بالولاية،
فكل ماتقوم به القوات التي تحارب هناك ، سيكشف وجودها هناك جليا الفرق بين سلوك قوات الدعم السريع وسلوك قوات كيكل او الشبه بينهما
وهذا يعني أنها اخطر مراحل المسئولية واسوأ ارضيات الإختبار لها
و هل سيعود مواطن الجزيرة ويدخل ولايته آمنا مطمئنا بعد تحريرها الإجابة لا
ليس بعد!!
فكواليس ماخلف أضواء فرحة المواطنين بدخول الجيش للجزيرة كشفت عن بداية أخطر حملة إنتقامية تستهدف المواطنين العزل بالولاية
فالقوات هناك تنفذ فعليا على نطاق كبير القانون الذي ينص على أن كل مواطن ظل في مناطق الدعم السريع متعاون يحب قتله ) القانون الذي وضعه ياسر العطا
وهذا أخطر مما يدور في ميادين الحرب ، فالحملة الإنتقامية من جانب العناصر الأمنية ضد المواطنين العزل تحدثت عن قائمة تحمل اسماء اكثر من 6 الف مواطن توعدتهم العناصر الأمنية بالقتل ورميهم في البحر!!
حيث اكد احد العناصر في تسجيل قائلا ( ماعندنا ليكم حاجة البل والبحر بس ماتقول لي نيابات ولاشرطة عندنا لسته فيها اكتر من 6 الف مواطن اي مواطن في الجزيرة متعاون )
وهذا ليس مجرد حديث في الأسافير او واحد من خطابات الحرب والكراهية لأن وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر كتب قائلا : ( نشرت إحدى القنوات الفضائية “في موقعها الإلكتروني” كشفاً بأسماء لمواطنين سودانيين وصفتهم بالمتعاونين مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة، نؤكد بإسم الحكومة السودانية أن الدولة السودانية رائدة في مجال العدالة والقانون، ولا تعاقب المواطنين استناداً إلى الأقاويل والشبهات أو من دون محاكمات عادلة وأن كل المواطنين الذين كانوا مقيمين قسراً في مناطق تحت سيطرة الميليشيا هم مواطنون كاملو الحقوق، مثلهم مثل غيرهم في كل بقاع السودان
وحديث الوزير هو الدليل القاطع على أن الحكومة تشعر بالقلق من خطر وقع بالفعل.
وإن القوات المسلحة ليس لها سيطرة على قواتها سيما أنها وعدت من قبل بمحاسبة المتهمين بقطع الرؤوس ولم تحاسبهم حتى الآن
ومثل هذا الخطر لايتم إيقافه بمثل هذه التصريحات ، فحسمه يجب أن يكون فوريا بأمر عسكري يوقف هذا المخطط وربما لن يحدث ذلك لأن هذه القوات لا تأتمر باسم الجيش ولا الحكومة
فما حذر منه الوزير والناطق بإسم الحكومة من نشرالقناة لأسماء الموطنين هو الذي كشف عن سوءة المخطط الخطير للإنتقام من المواطنين والذي بلاشك ادخل الحكومة في دائرة الحرج
والإعيسر أكد ايضا بهذا التصريح أن ولاية الجزيرة ودعت ميليشيا واستقبلت ميليشيا أخرى يقودها كيكل ولكن هل تستطيع الحكومة مواراة ماتقوم به عناصر الأمن
قطعا لاتستطيع لأن مجزرة قرية الكنابي شرق ولاية الجزيرة والتي اصدر المواطنون بالأمس بيانا بعدها جاء فيه “إن عناصر من القوات التابعة لدرع البطانة بقيادة كيكل ارتكبت أكبر مجزرة راح ضحيتها عدد من المواطنين حيث قامت قوات درع البطانة بخطف 13 إمراة وقتل 6 أشخاص وحرق طفلين داخل منزلهما مع حرق كل المحاصيل والمواشي وناشد البيان القوات المسلحة بمحاسبة المتورطين
وذكر البيان بين سطوره أن “الكنابي” منذ، بداية الحرب، وقفت على خط الحياد ورفعت شعار لا للحرب، لضمان سلامة وأمن الموطن).
وهذا هو السبب الذي جعل كيكل ييدأ رحلته الإنتقامية بهذه القرية وهو بلاشك اكثر دراية بالمواطنين هناك الذين رفعوا شعار لا للحرب لأنه عندما احتل الولاية حدثهم بضرورة وقوفهم في منطقة الحياد ، وعقد معهم إتفاقياته الشهيرة بأن كل من وقف بعيدا عن الإستنفار فهو تحت حمايته ، والآن يأتي لينتقم منهم، وهذه هي “لعبة الموت” التي قام بها فريق كيكل بتسجيل كل المواطنين والقرى التي إختارت وقتها سلامتها وأمنها من شره عندما كان بالدعم السريع والآن يغدر بهم بشره كقائد جيش
ولكن هل مثل هذه الجريمة الشنيعة النكراء يمكن أن تنتهي بتصريحات الإعيسر وماذا يمثل الوزير لقوات أمنية تنفذ اهدافها و تمارس أبشع الجرائم وهي التي قالت أنها جاءت لخلاص المواطنين من الدعم السريع!!
والفريق الكباشي الذي يدعو الي توفير الخدمات لمواطني الجزيرة بغرض دعوتهم للعودة يجب أن يتحدث اولا عن حماية المواطنين هناك ومن الذي يقرأ بيان اهل الكنابي ليحاسب كيكل !! لا أحد
لأن كيكل هو المجرم الذي تحميه السلطة ولاتطوله العدالة فأسوأ ماتم في الجزيرة من إنتهاكات وإغتصابات كانت تحت إشرافه والآن يشكو المواطن من ذات الجرائم والإنتهاكات على يده!!
طيف أخير :
لا_للحرب
أكثر الصور قُبحا للحرب الكيزانية هي تبادل الأدوار والمواقع التي تجعل الأبرياء يدفعون الثمن مرتين!!
غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ * وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ