بورتسودان : العرب الدولية
يسعى قائد الجيش المختطف الفريق أول عبد الفتاح البرهان من وراء التصعيد العسكري، والهجوم على مدينة ود مدنى عاصمة ولاية الجزيرة، إلى إرباك مساعي الحل السياسي لأزمة السودان ككل بالرغم من توفر فرص للتفاوض وبدعم من جهات مختلفة كان آخرها دعم الإمارات للمبادرة التركية.
عزلة الجيش :
ويحذّر مراقبون للشأن السوداني من أن سياسة الهروب إلى الأمام لن تفضي إلى خلق واقع جديد، وعلى العكس ستجعل الجيش معزولا في محيطه الإقليمي خاصة برفض المشاركة في مختلف المنصات وعرقله المساعي الدولية للحل. ويدرك معسكر الجيش المختطف أن إضاعة الوقت في الصراع حول ماهية المنبر الذي يجب الاعتماد عليه للتفاوض، واستنزاف الجهود الدولية، تخدمه لكي يستمر في المعارك العسكرية.
قدرة الدعم السريع على الرد:
ويرى المراقبون أن قيادة الجيش السوداني تريد أن تستغل حالة التهدئة الميدانية، وانتظار مختلف الأطراف لمساعي الحل السياسي والوساطات المختلفة، من أجل خلق واقع جديد على الأرض تستطيع أن تتفاوض عليه من موقع قوة، لكنها تتناسى أن قوات الدعم السريع باستطاعتها الرد وتصعيد الموقف في ود مدني وفي مناطق أخرى، وأن التهدئة لا تعني أن الدعم السريع قد فقدت قوتها.
شركاء البرهان في الحركة الإسلامية:
ويرى نشطاء سياسيون أن إعادة تشكيل الجيش الانقلابي لحكومة جديدة لن تحظى بأي مشروعية، طالما أن الأمر مجرد تغيير في الشخوص، وطالما أنه لم يجر إشراك القوى المدنية الرئيسية على غرار تنسيقية تقدم. لكن المشكلة أن مناورات البرهان والفريق المحيط به وشركاءه في الحركة الإسلامية المتطرفة لا يقيمون وزنا لنتائج إدامة الحرب التي أودت بحياة الآلاف من السودانيين، بدلا من أن يكون الجيش هو الأحرص على حياتهم.