(تقرير: بوابة السودان)
🔺 مقدمة:
أجاز الكونغرس الأمريكي اقتراح تعيين مبعوث رئاسي خاص للسودان لفترة عامين، وصدر القرار تحت الرقم 7204 في الجلسة التي شهدت أيضًا مناقشة مشروع موازنة الدفاع للعام 2025.
وفقًا للقرار، يتم التعيين بواسطة الرئيس بناءً على مشورة وموافقة مجلس الشيوخ، على أن يبدأ في موعد لا يتجاوز 90 يومًا من صدور القرار (أمس). هذا يعني أن التعيين سيحدث في عهد الرئيس الجديد، دونالد ترمب، الذي ستبدأ ولايته في 20 يناير المقبل.
ويأتي المبعوث الجديد خلفًا للمبعوث المؤقت الحالي، “توم بيريلو”، الذي تم تعيينه في فبراير الماضي، دون أن تحقق فترته أي اختراق يُذكر على كافة الأصعدة.
🔺 مهام المبعوث الجديد:
وفقًا للقرار، سيتولى المبعوث الخاص قيادة الجهود الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بالسودان، مع التركيز على: دعم الجهود السياسية لحل النزاع، ومعالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب.
وينص القرار على أن يقدم المبعوث الخاص تقاريره مباشرة إلى وزير الخارجية، مع التشاور المستمر مع لجان الكونغرس المختصة لإطلاعها على المستجدات.
🔺وقف الحرب والديمقراطية أولاً:
حدد القرار أولويات المبعوث الجديد في: بذل الجهود لإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ 19 شهرًا، ورسم مسار مستقبلي للسلام المستدام، ودعم التحول الديمقراطي. إضافة إلى متابعة تنفيذ السياسات بالتنسيق مع الجهات المختصة في وزارة الخارجية والشركاء المحليين والدوليين.
🔺فشل إدارة بايدن في السودان:
يرى سياسيون ومراقبون سودانيون أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تُظهر جدية كافية في التعامل مع الأزمة السودانية، رغم ما خلفته من بشاعة وكارثة إنسانية تُعد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
ويعتقد المراقبون أن الجهود الأمريكية انحصرت في مبادرات غير فعّالة، مع اتخاذ إجراءات عقابية محدودة ضد بعض الأفراد والكيانات المرتبطة بالأطراف المتحاربة، دون أن تستهدف ضباطًا إسلاميين نافذين يُعرفون بتورطهم المباشر في إشعال الحرب بتاريخ 15 أبريل من العام الماضي.
وقال أحد المراقبين: *”حتى العقوبات الأمريكية لم تطل ضباطًا إسلاميين متنفذين معروفين بالاسم يعيقون أي مسعى لوقف الحرب”.*
🔺”بيريلو” غير مأسوف عليه:
نال المبعوث الأمريكي الحالي، “توم بيريلو”، انتقادات حادة من مختلف الأوساط السودانية، حيث وصفه كثيرون بأنه رمز لفشل السياسة الأمريكية في السودان.
وقال سياسي بارز، طلب عدم الكشف عن اسمه: *”بيريلو لم يُحدث أي تغيير إيجابي يُذكر، بل جعل الناس يفقدون احترامهم الشخصي له ولسياسة الإدارة الأمريكية تجاه السودان”.*
وأضاف مراقب سياسي: *”بيريلو قزّم الدور الأمريكي، وجعل واشنطن تبدو وكأنها مجرد عضو بمنظمة (إيغاد)، حيث لم يُقدّم أي مبادرة جادة، بل اعتمد على وصفات مصرية منحازة تخدم مصالحها في السودان، وهذا ما يؤكد جهله بالمشكلة السودانية وتعقيداتها”.*
ووصف المراقب المبعوث الحالي بأنه: *”جاهل ومتعجرف، لا يعترف بنواقصه ليتمكن من التعلم”.*
🔺 خاتمة:
فشل إدارة بايدن في التعامل مع الأزمة السودانية ألقى بظلاله الثقيلة على الأوضاع، مما دفع السودانيين، وخصوصًا القوى الديمقراطية، إلى انتظار عهد الجمهوريين بتفاؤل، على أمل أن يشهد السودان دورًا أمريكيًا أكثر حزمًا وفعالية.
إن السودان بحاجة ماسة إلى دبلوماسية أمريكية جادة تركز على إنهاء الحرب وتحقيق التحول الديمقراطي، بعيدًا عن الحلول الترقيعية والمبادرات المحدودة التي أثبتت فشلها.
ويبقى السؤال الأهم: *هل سينجح المبعوث الجديد في إحداث فرق حقيقي يعيد للسودان استقراره ويمهد الطريق لديمقراطية مستدامة، أم ستظل الأزمات تراوح مكانها؟*
السودانيون يأملون، لكنهم أيضًا يراقبون عن كثب.