في مشهد يليق بمسرحيات العبث السياسي ، ظهر خالد الأعيسر كوزير للإعلام في حكومة حكومة الأمر الواقع المكونه مؤخرآ . الرجل الذي حمل الجنسية البريطانية وانتقد بشراسة من يمتلك جنسية مزدوجة، وجد نفسه في موقع السلطة، في مفارقة لا تُحسد عليها وسيكتبها التاريخ بمداد السخرية.
الأعيسر، الذي لا يمتلك خبرة تُذكر في المجال الإعلامي سوى مهارة الصراخ على الشاشات، صعد من منصة التزييف إلى كرسي الوزارة. لم يكن إعلاميًا ولا صحافيًا، بل مجرد ناشط يجيد فنون الشعبوية، وينفث خطابات الكراهية التي لم تخدم إلا أجندة التطرف.
منذ بداية الحرب التي اختلقتها الحركة الإسلامية، كان الأعيسر من أوائل نافخي كيرها، يزرع الفتن ويتلاعب بعواطف الناس، ليحصل أخيرًا على جائزته التي جاءت في شكل وزارة .
هل أصبح معيار تولي المناصب هو القدرة على الصراخ والازدواجية في المبادئ؟ أم أن البرهان وجد في الأعيسر مرآة تعكس أزمته الأخلاقية والسياسية؟
منصور سليمان