الشعب السوداني في وعي تام لمصلحته والتي تتمثل في وقف الحرب وهذا بديهي لكل ذي لب.
وأما عن الإختلاف بين المجتمع الدولي هو يمثل حقيقة خلاف محاور على مصالحهم الشخصية وليس مصالح الشعب السوداني، الدعم الذي يتحدث عنه صانعي القرار وأخص القرار الروسي الذي في ظاهره الرحمة وباطنه العذاب لشعب السودان.
وأما الذين يتحدثون عن طرفي الحرب فيجب الحديث بموضوعية، ويتمثل ذلك في ان الطرفين في الحرب يمثلان المؤسسة العسكرية السودانية والخلاف الذي أتى حول وجهات النظر من حيث أن يكون الحكم مدني ديمقراطي الذي يقبله ويؤيده الدعم السريع ويرفضه الجيش، هو خلاف لا يلغي الحقيقة.
بالتسليم ان القسمين في مؤسسة عسكرية واحدة تمثل السودان وبغض النظر هنا عن مسألة التساوي في المقدرة العسكرية، فإن نظرنا السيادة فهما معا جزد من المجلس السيادي السابق وأما بالنظر لنا يفرضه الواقع فإن التوازي في الميدان والثقل اليوم يرجح كفة الدعم السريع لما له من نفوذ منطقي، وهنا نأخذ في الإعتبار المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع من حيث الأقاليم وتفوقه الميداني الذي أستبق فيه قوات الجيش رغم إفتقار الدعم السريع للقوة الجوية التي يختص بها الجيش، أضف أن هناك وزن جيوسياسي يفرضه واقع أن الدعم السريع يمثل هماش عريض هو مناطق كردفان ودارفور وحتى الوسط والنيل الأزرق اليوم وهذا امر يجب أن يلفت نظر المجتمع الدولي لوضع الأمور في نصابها، ومعالجة الأزمة معالجة توازن منطقي واقعي، وإن كان الجميع يعلم تحكم المصالح في هذه التوازنات.
أما مسألة الخلاف بين المجتمع الدولي حول القرارت تجاه السودان يبدو جليا أن ثقة المجتمع الدولي (بغض النظر الموقف الروسي) فإن هناك إنعدام للثقة تجاه الجيش المؤدلج لمصلحة النظام السابق الإسلامي وهو إنعدام للثقة صاحبه خوف من تكريس الجيش مجهوده لدعم الإرهاب في المنطقة (وهذا بات واضحا) فمثلا السعودية التي تقف ضمنيا وبطريقة مستترة في صف الجيش هي الأشد خوفا على أستقرار حدودها البحرية وأما مصر التي تشارك الجيش جهارا وتتبنى دعمه هي ما يهمها هو إبعاد وتصدير الإرهاب إلى السودان أضف المصالح الإقتصادية وأستهلاك موارد السودان. ولكن كان من الكياسة الحفاظ على موقف حياد من دول الجوار لحفظ المصالح التي باتت معلقة بسبب والتعنت والعداء مع الجزء الأكبر من مناطق السودان والذي يمثل مناطق سيطرة الدعم السريع.
في توازن يحمد فإن الدول الإفريقية هي الأكثر فهما بعمق الأزمة السودانية وربما تكون هي الأقرب لإيجاد الحلول لطبيعة الصراع المفهوم لديهم بابعاده الجيوسياسية والعسكرية أغلبهم لديهم تجارب مماثلة والشاهد على ذلك رفضهم السيادة والشرعية لحكومة بورتسودان.
وننتظر ما تسفر عنه مقبل الأيام لما تحمله سياسة البيت الأبيض، ورغم ذلك نلفت النظر أن الولايات المتحدة ومجلس الأمن رغم التشديد على المصالح الأمريكية ولكنهم يضعون تطلعات الشعب السوداني موضع إعتبار وهنا على الشعب أن يعلي من صوته في رفضه لعودة حكومة الإسلاميين مممثلة في جيش الحركة الإسلامية، كما رفضهم إستمرار هذه الحرب التي أتت عليهم بالأهوال.
سوما المغربي
نوفمبر٢٠٢٤