هل سيستمر إعلام الكيزان في بث رسائله وتوجيهاته للرأي العام في ضوء ما هو معلوم من إنشقاقات داخل تنظيمهم؟
الوضع الحالي لا يبشر بخير عليهم.
في منحى من قراءة للواقع الحالي معلوم إلى أين تتجه السياسة العامة الدولية، حتمية وجود حكومة مدنية وجيش موحد في ظل حكم ديمقراطي.
إذن كانت الحرب محاولة يائسة أخيرة من النظام الكيزاني والجيش أيضا بسبب معلومية تحكمهم فيه، ولكن المؤسف ان الثمن كان باهظ، وكان فيه تنفيذ أجندة لدول لا تريد الخير للسودان.
أقرب هذه الدول هي الجارة مصر وغيرها أيضا، وهذا دون الحديث عن العملة فهي فصل آخر.، فبالرغم من أن السودان لم يكن دولة متقدمة صناعيا ولكن وجود منشاءات ومصانع في العاصمة وعدة ولايات أخرى كانت تغطي الحوجة الإستهلاكية المحلية، لكن بعد هذه الحرب وإن إنتهت سيكون التحدي الأكبر هو إعادة بناء القليل الذي كان متواجد، ومقابلة الإحتياج الضخم للإستيراد من الخارج وهذا سيكون معضلة في ظل التهور الإقتصادي للعملة المحلية مقابل الدولار، وهنا خطورة إستهلاك المواد الخام في عملية تصديرها بكثرة، وإن كانت حتى تدر عوائد مادية لكنها ستذهب بمقابل التوريد، وهي الخطة الأساسية من التدمير للبنية التحتية الصناعية في السودان على ضعفها، إضافة لفاتورة الحرب التي سيظل السودان يدفعها لا سيما وأن الجيش في تحالفاته مع المعسكر الشرقي قد قدم بالتأكيد ضمانات لهذه المدفوعات وإن لم تكن مادية ولكنها تشكل بناء قواعد عسكرية على البحر الأحمر ودفعيات من الذهب الخام والمعادن والمواد الخام عموما وستظل مستمرة لفترة طويلة لما بعد الحرب، فحوجته للتسليح وإستيراد العربات القتالية وكافة الطيران الحربي وقطع الغيار الخ،، كل ذلك يحسب عليه في ظل الوضع الحالي بالتأكيد هناك تنازلات عدة في ظل الوضع الراهن.
وفي مسألة وجود جيش موحد والتي لن يتنازل عنها المجتمع الدولي ولا عن سياساته على السودان سيكون مصير الجيش غير واضح المعالم خاصة أن صورة إرتهانه ممثل في قيادته للحركة الكيزانية أو النظام السابق في ظل تطورات الخارطة العالمية بإعلان الحرب على الجماعات الإرهابية، سنرى أحداث غريبة وربما تصفيات لكل من سيعارض المرسوم الجديد المحدد لسير الحرب وعملية السلام المنتظرة بعد تصريح النظام الدولي عن حتمية فرض وجودها، والشاهد على ذلك أحداث المسيرات مجهولة المصدر ومهاجمة قيادة الفرق والإجتماعات فهي تنذر بتعمق الشقاق و(فرز الكيمان)، وبغض النظر عن الفاعل من أي الفرقتين هو فقد أصبح على قيادة البرهان الإختيار والتضحية وربما تكون (يا روح ما بعدك روح) ، وسنرى ما تحمله مقبل الأيام.
وهنا وجب أن تكون الرؤيا واضحة لفترة ما بعد هذه الحرب فكل عليه تجهيز نفسه لمرحلة إجبارية حتمية لمواصلة ما انقطع من مراحل التغيير لفترة ما بعد ثورة ديسمبر، والتي عند النظام البائد لتخريبها، ولكن هي العودة وإجباراً بالتأكيد، اليوم القرار الشعبي والحركة التي بدأت برفقة القواعد الشعبية والتي توافقت رؤيتها مع رؤية قوات الدعم السريع لهذا التغيير الحتمي مما جعل فئات الشعب خاصة المناطقية و العشائرية لسكان الولايات الكبرى والتي تمثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق والتي هي مناطق صراعات ما قبل حرب أبريل، وتعتبر الهامش العريض في قضايا العدالة الإجتماعية والتفرقة الإثنية، أصبحت اليوم في ذات الكفة مع قوات الدعم السريع، وهنا وجب الوصول لرؤية موحدة لما بعد حرب أبريل وقيادة العملية السياسية، بما أن هذه المناطق تمثل ثلثي السودان الحالي، ويعتبر الحل والجذري لهذا الصراع المطول هو المشاركة في الحلول والرؤى وتحقيق العدالة، للوصول للإستقرار النهائي.
تتعد الزوايا للنظر والرؤيا ولكن ما نتمناه ونرجوه ان لا تكون نهاية الحرب وفترة الإنتقال لما بعدها هي معبر لحرب أخرى وحينها ستكون القاضية.
سوما المغربي
نوفمبر٢٠٢٤