المنظمة الإفريقية الأوروبية للعمل الإنساني والتنمية
التاريخ: 19 نوفمبر 2024
في ظل استمرار الصراع الدموي في السودان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، والتي ألقت بظلالها الكارثية على المدنيين الأبرياء، يواجه السودانيون أزمة إنسانية غير مسبوقة. تفاقمت هذه الأزمة بسبب الغارات الجوية العشوائية، وانهيار الخدمات الأساسية، والنزوح الجماعي لملايين السودانيين. الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تطورت بفعل تدخل أطراف خارجية، مما زاد من معاناة المدنيين، خصوصًا في دارفور وأطراف العاصمة الخرطوم.
روسيا، التي استخدمت حق النقض (الفيتو) في جلسة مجلس الأمن الدولي يوم 18 نوفمبر 2024، دعمت بذلك النظام العسكري في بورتسودان بقيادة الجنرالات الإسلاميين، الذين يسعون لإعادة النظام الديكتاتوري الذي أسقطته ثورة ديسمبر المجيدة.
مشروع القرار، الذي قدمته المملكة المتحدة وسيراليون، كان يدعو إلى:
1. وقف فوري للعدائيات بين الأطراف المتحاربة.
2. تأمين معبر “أدري” الحدودي مع تشاد لضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا، بما فيها دارفور.
3. ضمان حماية المدنيين ووقف الانتهاكات ضدهم، مع الالتزام بما ورد في إعلان جدة لحماية المدنيين.
إلا أن روسيا رفضت القرار بحجة أن التدخل يمس السيادة السودانية، وهو موقف يتنافى مع الواقع، حيث إن النظام الذي تدعمه روسيا لا يسيطر إلا على ثلث السودان ولا يمارس أي سيادة حقيقية، بما في ذلك العاصمة القومية.
نعتبر موقف روسيا غير أخلاقي ويعكس ازدواجية في المعايير. الادعاء بحماية السيادة السودانية يخفي دعماً واضحاً لنظام عسكري غير شرعي يعمل على إعادة السودان إلى عهد الديكتاتورية. كما نشجب موقف الجيش السوداني وحلفائه من الإسلاميين الذين أشادوا باستخدام الفيتو الروسي، رغم معاناة الملايين من المدنيين.
دعوة للمجتمع الدولي
نؤكد أن استمرار الحرب في السودان يشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين. إذا عجز مجلس الأمن عن القيام بدوره بسبب استخدام حق النقض، فإننا ندعو إلى اتخاذ الإجراءات البديلة التالية:
1. تفعيل مبدأ “الاتحاد من أجل السلام”: عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرارات ملزمة.
2. تعزيز دور الاتحاد الإفريقي والإيقاد: لتقديم مبادرات سلام إقليمية مدعومة بدعم دولي.
3. محكمة العدل الدولية: استصدار رأي استشاري حول مشروعية تعطيل قرارات حقوق الإنسان بسبب الفيتو.
4. آليات تحقيق مستقلة: بالتعاون مع منظمات دولية لتوثيق الانتهاكات ومساءلة المسؤولين.
5. ضغوط دبلوماسية: على الدول دائمة العضوية لتجنب التعطيل وضمان توافق دولي.
نثني على موقف فريق التفاوض التابع لقوات الدعم السريع الذي أكد في مؤتمره الصحفي يوم أمس استعداده لوقف الحرب وترحيبه بأي مبادرة للتفاوض من أجل تحقيق السلام. بالمقابل، نستنكر تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التي رفض فيها التفاوض مع قوات الدعم السريع وأكد استمراره في القتال، مما يعكس غياب الجدية في إنهاء الصراع.
نطالب المجتمع الدولي، الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي بالتحرك العاجل لإنقاذ المدنيين من جحيم الحرب. الصمت أمام هذه الانتهاكات يشجع على استمرارها. السلام والعدالة هما الطريق الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوداني وتحقيق تطلعاته في دولة ديمقراطية مستقرة.
للتواصل:
المنظمة الافريقية الاوروبية للعمل الٳنساني والتنمية
البريد الٳكتروني: Email: [email protected]
وتساب:+33753936781
https://oaahd.org/en