على جدار الحائط
الطفل هو الإنسان في مرحلة النمو والتطور بين الولادة وبلوغه وفقًا لتعريف منظمة الأمم المتحدة، يُعرّف القانون الأطفال على أنهم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن سن الرشد في بلدهم، مهما كانت أعمارهم، يجب أن يتمتع جميع الأطفال بحقوقهم كما ذكر في اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻓﻬﻮ ﻃﺎﻫﺮ ﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ، ﻭ ﻟـ ﻜﻮﻧﻪ ﺟﻴﻞ المُستقبل يجب ان ينمو في بيئة مناسبة يشعر فيها بـ الأمن و الأستقرار فـ هذا يُساعد على الراحة النفسية، و يتوفر فيها التعليم و التحفيز حتى يطور مهاراته، ويحتاج الــى الحٌصول على التغذية لــ النمو الجسدي و الصحي.
ما هي المشكلة؟
على الصعيد المحلي في السودان، تتعرض الحقوق الإنسانية للطفل للانتهاكات اليوميًة من قبل قوات الجيش السوداني، وهناك مخاطر على حياة الأطفال وقد تعدت الانتهاكات كافة بنود اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، وتعد جرائم حرب وغالباً فـأن الحكومة السودانية الغير شرعية و الجيش السوداني والأفراد المسؤولين بالدولة قد اخترقو هذه الاتفاقية ويجب أن يتحملو كامل المسؤولية تجاه هذه الأفعال الشنيعة و الغير مسؤولة.
كيف يتم انتهاك حقوق الطفل بالسودان على الصعيد المحلي ؟ للأسف، يتم إنتهاك جميع حقوق الطفل في السودان ويمكن أن تبدأ هذه الانتهاكات عند الولادة في مناطق جغرافيه محددهـ كما يزعم الجٌهلاء أنها “حواضن عرب الشتات” على سبيل المثال هنالك لم تُسجّل حالات الولادات منذ اندلاع الصراع يوم 14 أبريل، لذلك ليس لديهم هوية قانونية أو دليل على وجودهم وهو اختراق لبند “الهوية” التابع لـ أتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، كما أنهم تعرضوا لـ “التميز الأجتماعي و الأقتصادي” بينهم وبين الأطفال الآخرين الموجودين بمناطق “سيطرة الجيش” الذين يحصلون على كامل حقوقهم، وكما ورد في تقارير الأمم المتحدة أن لدينا 9 مليون طفل يحتاج مساعدة إنسانية مُنقذه للحياة، 65% من نازحي المعسكرات الداخلية هم أطفال، كما تعرض 109 طفل للقتل خلال بداية الحرب، ايضا هنالك 370 ألف طفل غادروا منازلهم مكرهين، ويوجد حول أكثر من 52% طفل لا يذهبون إلى المدرسة و حرموا من حقهم في الوصول الى التعليم كما ان الوضع التعليمي والثقافي متدهور بشدة، هناك 820,000 طفل يحتاج الرعاية الصحية، ولكن 36% من المرافق الطبية غير صالحة وتم حرمانهم من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية وهذه الأعداد قابلة للزيادة، أيضا الأطفال يعانون من “الأستغلال” فـ يتم تجنيدهم تحت مسمى الاستنفار في مناطق سيطرة الجيش و هو اختراق بند “الحماية أثناء الحروب” ويحق للأطفال الحصول على الحماية اثناء الصراع المسلح الداخلي ولكنهم مستهدفين من الغارات الجوية و الأرضية إستهداف مباشر ويتم تجاهل ازمة الجوع التي أعلنت عنها المنظمات العالمية التي تقدم المساعدات الأنسانية بشكل مستمر ولكن حكومة البرهان الغير شرعية لم توصلها لــ الضحايا المٌتضررين بل قامت بــ بيعها في الأسواق وحرمتهم من الحصول على المساعدات الأنسانية، وكل ممارسات “الأنتهاكات الأنسانية والحرمان” التي يمارسها الجنرالات و افراد حكومتهم تعد مخالفات لــ القانون الدولي الأنساني ويجب ان يتعرضو لــ المسألة، كما يجب حماية الأطفال من كل هذه الممارسات و تحقيق العدالة لـهم و تعويضهم و تقديــم الدعم المعنوي.
كيف يتم انتهاك حقوق الطفل بالسودان على الصعيد الدولي؟ على الصعيد الدولي فمن حق الأطفال الذين ينتقلون من وطنهم الى دول اخرى كـ لاجئين الحصول على المساعدات والحماية وأن يتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأطفال في ذلك البلد حسب اتفاقية حماية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة ولكننا نجد الأطفال السودانيين اللاجئين في مصر مهددون بعدم الحصول على حقهم في التعليم ويعانون من صعوبات تعرقل تسجيل أطفالهم بالمدارس وشاهدنا السلطات المصرية تقوم بإغلاق كافة المدارس السودانية في مصر، بالرغم من الجهود الأممية مع الحكومة المصرية لدعم تعليم اللاجئين السودانيين، وشاهدنا أطفال سودانيون في مصر يمارسون العمل لأوّل مرة و انقطعوا عن دراستهم للصعوبات المالية التي تمنعهم من الالتحاق بالمدارس، كما أن الأطفال يتعرضون للتمييز ويجب أن يتلقّى الأطفال في أرجاء العالم معاملةً واحدةً، بصرف النظر عن البلد الذي يأتون منه وسبب مغادرتهم لوطنهم، لذلك على جمهورية مصر الألتزام التام بـ توفير حقوق اللاجئين فــ هذه الحقوق منصوص عليها في اتفاقية اللاجئين ومعاهدات حقوق الإنسان، و التوقف عن ممارسة الضغوطات النفسية و التميزات الأجتماعية .
ختامـاً وبعد عام ونصف على الحرب هناك حاجة طارئة لحماية المدنيين والأطفال، فقد وصلت الأوضاع في السودان إلى مرحلة حرجة، وفقا لتعبير المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد القتلى لا يقل عن 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، لكن بعض التقديرات تصل إلى 150 ألف ضحية وفقا للمبعوث الأميركي توم بيرييلو الذي يحذر من تمدد الحرب في السودان إقليمياً ويحتاج الأطفال في السودان الى توفير البيئة الآمنة لهم وكما انهم مهددون بالتعرض لخطر العنف الجنسي، والعنف الاجتماعي، ولكن المأساة الحقيقية هي أن الحكومة السودانية تدعي ترحيبها بكل منابر السلام ولكننا نتفاجأ بها وهي المتسببة في تعثر مشاورات جدة؟ تعلن عدم مشاركتها في مباحثات جنيف وترفض العودة الى منبر جدة بعد أن غادرته وتضيع فرص جديدة للسلام بالسودان وتسببت في تضاؤلها بعد تجميد الحكومة عضويتها في منظمة إيغاد، وترفض توصية أممية بإرسال قوات حفظ سلام لحماية المدنيين و تصر على استمرار الحرب، الحكومة السودانية تتحمل كافة المسؤولية تجاه حقوق هؤلاء الأطفال، متجاهلة واجبات الحكومة تجاه المجتمعات ومسؤوليتها في جعل السودان مكاناً امناَ و شاملاً لنمو الأطفال.