حتى لا ننسى مجزرة الدندر
كتب جدالحسنين حمدون
على صحيفة الأشاوس
ما حدث في مدينة الدندر وقراءها مطلع الشهر الحالي؛ عمل إجرامي ممنهج لإبادة إثنيات بعينها إبادة كاملة، وهو سلوك ليس بجديد على مليشيا الجيش فهو معروف بالإبادات والمجازر الشنيعة مذ حرب الجنوب، ودارفور، وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
على مدى عام ونصف العام من العدوان المتواصل على المواطنين العزل بمناطق وإثنيات معينة في جغرافية السودان، اقترف الجيش الإرهابي المحسوب على الإخوان المسلمين مجازر شبه يومية على القرى والفرقان والدوامر لم تسلم منها حتى المستشفيات والمدارس ومواقع النزوح التي لجأ إليها المواطنين باعتبارها “مناطق آمنة”.
وبلغ عدد ضحايا هذه المجازر عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، فضلا عن الخسائر المادية وما تسببت فيه من دمار على مستوى البنية التحتية.
من أبرز المجازر البشعة التي أرتكبتها المجموعات الإرهابية المحسوبة على جيش الحركة اللاإسلامية مجزرة الدندر، مارس فيها الطغاة العنصريين شتى انواع الأعمال الإجرامية (اللاإنسانية) من إبادة جماعية لبعض القرى التي ينتمي غالبية سكانها الى غرب السودان، بدافع عنصري جهوي بغيض، حتى النساء والأطفال لم يسلموا من آلتهم حيث قتل مئات الاطفال والنساء، والعجزة وسجن ألآلاف، تحت ذريعة التعاون مع «قوات الدعم السريع» وأنهم حواضن قبلية في بلدتي الدندر والسوكي، وذلك وسط تكتم شديد وقطع شامل للاتصالات في المنطقة.
ماحدث في الدندر مجزرة وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، إنها كانت موجهة بشكل عرقي تجاه مواطنين عزّل هذا الفعل المجافي للإنسانية تتحمله القوات المسلحة السودانية وكتائب البراء والمستنفرين والتي إرتكبت هذه المجزرة كإمتداد لعديد من المجازر التي ظلت ترتكبها هذه المجموعات الإرهابية بواسطة طيرانها وأفرادها متى ما أتيحت لها الفرصة بحجة التعاون مع الدعم السريع وأخرى بسبب التصنيف العرقي. هذه الجرائم لن تمحى من صحائف التاريخ وستظل تلاحقهم وسوف تطبق العدالة و لو بعد حين فالجرائم لا تسقط بالتقادم.
هذه الحرب تثبت يوما بعد آخر أن لا مستفيد منها غير الحركة اللاإسلامية ولا متضرر منها غير المواطنيين العزل.
إنتباهة أولى:
نداء إلى منظمات حقوق الإنسان المحلية، والإقليمية، والدولية، والأمم المتحدة، لتكوين «لجنة تحقيق عاجلة من أجل التحقيق في جرائم بلدتي الدندر والسوكي وقرى شرق سنار، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى محاكم عادلة تضمن إنصاف الضحايا.
إنتباهة أخيرة:
ما حدث يعد جريمة ضد الإنسانية، ولا يمكن تجاهل تبعاتها، ويجب عدم السماح بطمس معالمها من أجل القصاص للضحايا الذين تم ذبحهم كذبح الشاة، ونيل حقوقهم كاملة، وحماية ما تبقى من مدنيين في قرى الدندر والسوكي، من مجازر الارهابيين الذين يطلقون على أنفسهم عمل خاص، ومستنفرين وكتائب براء.