في التسعينيات الماضية، أيام الهوس الجهادي الكيزاني،ونحن طُلاب مدارس متوسطة،شاءت الأقدار أن تفقد إحدى حبوباتنا أربعة من أبناءها ووالدهم في يومٍ واحد،فكانت الأم المكلومة على زوجها وثكلى على أبناءها تجلس في باحة مستشفى لقاوة الريفي تنوح على أبناءها وزوجها،وحولها النساء الكوزات اللائي أتن من الخرطوم يكبرن ويهللن ويقولن للأم المفوجعة :”لا تبكي عليهم ديل شُهداء”،في هذة الأثناء أتت عربة دفع رُباعي تحمل جُثة ،وقيل أن المتوفي إسمه *(أبو دجانة)،أحد من سموهم مجاهدين أتى من الخرطوم،وما إن سمعن الكوزات خبر وفاة ابو دجانه هذا!أشعلن المستشفى عويل وكواريك وعياط يصم الآذان بل أخذن يكشحن على رؤوسهن التُراب،وفي تلك الأثناء صمتت الأم التي كانت تبكي على أبناءها وزوجها وأخذت تنظر لتلك النسوه النائحات ،وأردفت قائلة:((توه شيفنا زيييين،والسحارة سحرها بيبين ليها في مالها وعيالها))،حديث الأم الثكلى والمفجوعة ،كان بمثابه شماته على من أتن إليها ولم يشعرن بوجعها على أبناءها وزوجها ،وهن يأمرنها بلا رحمة او عطف بأن تسكت ولا تبكي من الوجع الذي أصابها على فقدها الجلل ،بينما هن الآن قد فتحن بيت بكاء على شخص جمعتهن به رحلة الجهاد المزعومه!!!.
هكذا هم الكيزان وبلابستهم في هذا الزمان ،يعيدون نفس التراجيدا ونفس التمثيليات السمجه ظنا منهم بأن الشعب السوداني سازج لا ينتبهي للأكاذيب.
عصابة الكيزان ورؤوس شيطانها بعد فشل خُططهم القذرة في حربهم التي أشعلوها في ١٥ابريل /٢٠٢٣م،وباءات جميع مؤامراتهم بالفشل بدأت بإطلاق السجناء والمجرمين ،وتجنيد كتائب الظل لإرتكاب جرائم ممنهجة وهم يرتدون “أزياء الدعم السريع”،،وتواصلت هزائم جيشهم وهرب قائده العام الى بورتسودان ،وانكسرت شوكة مقاومة الدواعش ومرتزقة ما أسموهم بالمشتركة،ظهروا الآن بإسم جديد يتلاعبوا به على عقول مجتمعات الجزيرة ،فأعلنوا عن (حركة تحرير الجزيرة)،حيث ظهر أحد دواعش الكتائب الجهادية يلعلع وعلى محياه الكذب والتدجيل محاولاً خلق هالة إعلامية يتم من خلالها توظيف عاطفة الغلابة من الشعب السوداني من أجل أن يخوضوا حروب وكالة عن الكيزان الهاربين في بورتسودان.
ذات الإسلوب والنفاق الذي ظل يمارسه الكيزان على الغلابة في كردفان ودارفور والنيل الأزرق ،جاءوا اليوم يبثوا سمومهم وسط أهل الجزيرة التي أشعلوا فيها نار الحرب بحملات إستنفارهم الإعلامية الكاذبة حينما ظهر الهارب البرهان أمام الكاميرات في السابق وهو يتوعد قوات الدعم السريع بالهزيمة من المستنفرين في الجزيرة ،وما لبث أن فرا هارباً ومن خلفه قائد الفرقة من ود مدني تاركين أيادي كتائب الظل و هنباته المدعو كيكل غواصة الكيزان الأمنية الذي عاث فسادا وجرائم في الجزيرة وما زال مستمر في تنفيذ الأجندة التي كُلف بها من قبل الكيزان.
صحيح أن المدنيين السودانيين قد دفعوا الثمن باهظاً في هذة الحرب من قصف طيران وقتل على أساس جهوي وتشريد وتنكيل ،ولكن هذا لا يعني أن يتم إستغلال أبناء الغلابة ليُقدموا قربانا ويخوضوا معارك من أجل أن يظل البرهان وزُمرته في بورتسودان على رأس السُلطة وسرقة الأموال.
يبقى السؤال:هل سيقع إنسان الجزيرة الذي يعاني السيولة الأمنية المُفتعلة في مصيدة رؤوس الشيطان الكيزانية ويخوض حروب وكالة عنهم؟!أم أن الشُرفاء من أبناء الجزيرة قادرين على كف جماح تُجار الحرب مصاصي دماء الشعب؟!.
ولنا عودة بإذن الله
فاطمة لقاوة
السبت،١٦نوفمبر/٢٠٢٤م.