أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن انتشار وباء الكوليرا بين النازحين من مناطق شرق الجزيرة في وسط البلاد، حيث استقبل مستشفى ريفي في منطقة الصباغ نحو 150 حالة إصابة جديدة. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج، حيث يعاني النازحون من ظروف صحية صعبة.
في تحديثه الأخير حول الوضع في شرق الجزيرة ومواقع النزوح، أشار المكتب إلى أن نقاط الاتصال المجتمعية في مناطق البطانة والقضارف قد أكدت تفشي الكوليرا بين النازحين الذين فروا من مناطقهم. هذا الوضع يثير القلق ويستدعي استجابة عاجلة من الجهات المعنية.
يواجه النازحون تحديات كبيرة في ظل تفشي هذا الوباء، مما يستدعي تكثيف الجهود الإنسانية لتقديم الدعم والرعاية الصحية اللازمة. من الضروري أن تتضافر الجهود المحلية والدولية لمواجهة هذه الأزمة الصحية المتفاقمة.
أفاد المكتب الإنساني بأن التقارير تشير إلى انتشار سريع لوباء الكوليرا بين النازحين من شرق الجزيرة، بسبب عدم تمكنهم من الحصول على مياه نظيفة، مما يضطرهم لشرب المياه الملوثة من مصادر مفتوحة.
تابع المكتب الأممي قائلاً: “تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 150 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في مستشفى الصباغ الريفي، وهو منشأة صغيرة بسعة محدودة لاستقبال عدد كبير من المرضى.
كما أن قرية الصباغ تستقبل يومياً أعدادًا كبيرة من النازحين، مما يزيد من الضغط على خدمات الصحة المحلية.” ذكر المكتب الإنساني أن المبادرات المجتمعية والمنظمات غير الحكومية الوطنية تقدم وجبات ساخنة للنازحين الجدد، بالإضافة إلى عيادة متنقلة وخدمات الرعاية الصحية الأولية مرة واحدة في الأسبوع، والتي تشمل خدمات الصحة الإنجابية والمخبرية. وفقًا للأمم المتحدة، تحتوي العيادة المتنقلة على مضادات حيوية وأدوية للأمراض المزمنة.
كما تقدم وزارة الصحة في الولاية، بدعم من اليونيسيف، خدمات التغذية، بما في ذلك فحص محيط أعلى الذراع وعلاج سوء التغذية، بالإضافة إلى إحالة حالات سوء التغذية الحاد الوخيم. نظرًا لوجود حالات نشطة من الكوليرا، قامت وزارة الصحة في الولاية بتوزيع فرق الاستجابة السريعة من أجل مراقبة الحالات والتدخل الفوري فيما يتعلق بحالات الكوليرا المشتبه بها، بما في ذلك اكتشاف الحالات النشطة وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وأفاد التقرير أن وزارة الصحة في ولاية القضارف أنشأت أيضًا مركزًا للعلاج، بينما تقدم منظمة أطباء بلا حدود الدعم لإحالة المرضى إلى وحدة علاج الكوليرا. ازدادت حالات الإصابة بالكوليرا في جميع الولايات السودانية خلال فترة الحرب لتتجاوز (30) ألف شخص، بينما وصل عدد الوفيات إلى حوالي (700) شخص، حيث توفي معظمهم نتيجة فقدان السوائل الوريدية. تشير اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء إلى أن مريض الكوليرا يحتاج إلى ما بين (40) إلى (50) جرعة من المحاليل الوريدية يومياً، وأن معظم الأشخاص الذين توفوا في السودان خلال فترات الوباء لم يتمكنوا من الحصول على هذه الجرعات.