عبد الرحمن الكلس
مقطع الفيديو المتداول لا يقل مأساوية عن الحرب نفسها، بل هو أسوأ إفرازاتها النتنة ونتائجها السلبية، أن يلتقي الفريق خلا شيبة ضرار، بالرجل ذي المشط والخُلال والشعر القذر، الهارب من المدرعات “هيثم الخلا” حيث كان يعمل قناصاً لدى ما تُسمى بفرقة العمل الخاص، وهي مليشيا كيزانية خاصة تمثل ذؤبة العمل الإسلامي المسلح!
إنهما من (مخرجات) هذه الحرب اللعينة. زار الثاني الأول في بورتسودان، وملأ وسائل التواصل الاجتماعي تهريجاً ونعيقاً، إلا أننا لن ندع ذلك يمر مرور الكرام بدعاوى الترفع عن الجهل والجهلاء، لأن الأمر يبدو مرتباً بحيث يأتون بهؤلاء الجهلة الأغبياء ليصبحوا (رموزاً) لبلدنا المنكوب. إنهم التافهون بحق وحقيقة، يتصدرون المشهد ويتحدثون في أمور الدين والسياسة والدولة والبلاد والعباد.. فيا ألطاف الله.
يقول الإرهابي الهارب المُسمى بـ(هيثم الخلا)، لصاحبه الجهلول الآخر المُستخدم من قبل الاستخبارات العسكرية المدعو شيبة ضرار: “نحنا دايرين دولة خلا بس”.
ماذا يعني هذا؟ ببساطة شديدة يعني تشكيل حكومة ومليشيات من الجهلة والأميين، يقودون البلاد إلى (بر الأمان!) بعد أن أغرقوها في الفوضى والحرب.
هذا الكوز البليد، المدعو هيثم الخلا، يتحدث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، ويقول عنه إنه مثلهما (قائد خلا)، ولا حول ولا قوة إلا بالله من جرأة الكيزان على الله ورسوله، فهذا الجهلول يريد أن يستثمر في الدين ليبرر خطة تنظيمه الشيطاني لحكم البلاد باسم الدين عبر إغراقها بالجهلة واللصوص، فيصور الرسول الأعظم، عليه الصلاة والسلام، وكأنه مثله ومثل شيبة ضرار، هؤلاء الأميين اللصوص الجهلة القتلة، ولا يدري أن أشرف خلق الله هو من خاطبه الله بقوله “اقرأ”، فلم يدعُ الله ولا رسوله يوماً إلى سيادة الجهل والأمية، ولم يكن رسولنا جاهلاً كما ادعى هذا المعتوه الهارب من الحرب – المُعرد إلى بورتسودان.
فوق ذلك، وليعلم هؤلاء الجهلة، إن نبينا الكريم حارب (الخلاء) بمعنى العشوائية والبداوة في إدارة الدولة، فعندما أسس دولته في يثرب بعد (13) عاماً من الدعوة، أطلق عليها اسم (المدينة المنورة).
فماذا تعني المدينة غير (الدولة المدنية) وماذا تعني (المنورة) غير العلم والثقافة والوعي والفكر؟ لذلك عندما نطلق في عالمنا الحديث هذا على العاصمة الفرنسية (باريس) مدينة النور، فإننا نعني بذلك مدينة العلم والثقافة والفنون، وهكذا أراد نبينا ليثرب أن تكون، وقد كانت. ثم يأتي هذا الجهلول ويطلق على محمد بن عبد الله أشرف خلق الله وأعلم خلق الله وأول من أسس مدينة في جزيرة العرب وجاء إليها بأهل الخلاء (البدو) أو الأعراب فاستقروا وتعلموا، يطلق عليه (قائد خلا)! ما هذه الجُرأة على الله ورسوله؟!
هذا الرجل المتسخ شديد القذارة الذي يضع على شعره مشطاً بجاوياً (خُلال)، وعندما يتحدث يتطاير الرذاذ من فمه، يريد أن يطرح رؤية وتصور تنظيمه الإخواني الشيطاني لإدارة هذه المرحلة فيما توفر لهم من سودان، وهو أن يُدار عبر المليشيات والإدارات الأهلية وذوي الحلاقيم الكبيرة من جحافل الجهلة والأغبياء، على شاكلته ورفيقه شيبة ضرار!.
يأتي هنا سؤالنا: إذا كان الكيزان يحتفون بـ(الخلويين) ويريدون تأسيس دولة (خلاء)، فما وجه اعتراضهم على قوات الدعم السريع؟ أليس هم من وصفوها بقوات (الخلا)، وقالوا إنهم يقفون مع الجيش لأنه نظامي ويمتلك كلية عسكرية (حربية) لتخريج الضباط ومراكز تدريب للجنود، فأين هو الخلاء الآن ومن هم الخلويون؟!
إذاً، على جميع السودانيين ممن يحلمون بوزارة أو وظيفة عليا في الدولة، أن يذهبوا إلى الخلاء، بعد أن يشتروا 5 عربات دفع رباعي وقطعاً من بنادق الكلاشنكوف، ويعلنوا عن مليشيا وقائد خلا، ويتفاوضوا مع البرهان والكيزان، فيتم توظيفهم ومنحهم أموالاً ووزارات. وإن لم يعد أحد يحتاج الآن الذهاب إلى الخلاء لتكوين مليشيا، بعد أن أدخل البرهان الخلاء إلى المدينة، ومن يريد عليه أن يذهب مباشرة إلى بورتسودان ويتحدث مع من يتولون أمرها، ويقدم عرضه بتكوين مليشيا، فيدعمه الجيش نفسه بالمال والسلاح. لقد فعلوا ذلك مع حركتي مناوي وجبريل وفعلوها مع مصطفى تمبور والأمين داؤد وشيبة ضرار وإبراهيم دُنيا وكيكل وحتى عبد الرحمن المهدي!
إنها دولة الجهل والجهلاء التي يعمل على تأسيسها البرهان .. دولة الكيزان ومليشياتهم، ودولة (هيثم الخلا) و(شيبة البلا)، وسواقط البشر ونفايات العالم.. فاكتب لهم يا الله في لوحك المحفوظ بأن يقاتلوا بعضهم بعضاً حتى يفنوا جميعاً، فيرتاح هذا الشعب الطيب المسكين من شرورهم المستطيرة.
اللهم صل وسلم على قرة أعيننا ورسولنا وهادينا محمد بن عبد الله، وأحيِنا على حبه مسلمين مدنيين سلميين ديمقراطيين، وتوفَّنا على ملته وسماحته ومحبته، وأوردنا حوضه يا حي يا قيوم.
اللهم لا تؤاخذنا بما يقوله ويفعله (الخلاويون) منا.
آمين.