كتب : آدم الجدى
كلمة (مجربعاتية) مصطلح عسكرى ذكره الثائر العقيد ركن فدائى / عثمان جعفر بيلو بابكر الذى أعلن انضمامة لقوات الدعم السريع وهى تطلق على الفاسدين واللصوص وأكلى أموال الشعب والعسكريين دون أن يغمض لهم جفن وباللقمة الكبيره ..
وعندنا فى السودان مثل شعبى يقول (اللقمة الكبيره بتفرق الضرا) .
وهذا إشارة للشخص الذي (يرمرم) ويملأ كرشة بكل ما يقع على بصره من طعام شهى أو عادى .
وكمان لا يضع إعتبار لبقية من هم حولة فى سفرة الطعام ، (يأكل) بدون (نظام) وبدون بسم الله .
(يدو) داخلة في اى (ماعون) (ما بفرز) صحن تحلية أو شطة أو شية أو عصيده المهم (يبلع) بس .
وبعد الرمرمه دى كلها كمان لقمتو كبيره .
وده الحصل بالضبط في الجيش السودانى الذى يقودة (المجربعاتية) وناس اللقمة الكبيره .
قادات الجيش الكبار شغالين (بلع) جد جد وبدون فرز وضاربين الضل البارد (وراكبين) الفارهات لغاية عملوا (كروش) (وقروش) ومسكهم سكرى وضغط ومصران وقلب .
الواحد فيهم خشمو شغال زى خلاطة الخرصانه بكبوا فيها (رمل وأسمنت وحصحاص وحجر وموية) وبرضو بتلف طول اليوم .
نفس الحال يتنطبق فى قيادات الجيش .
(جداد كويتى) فى غضب الله ولحم (ضانى) بعيد من عيون عباد الله ولبن من ابقار ال (فريزين) وجبنه رومى وباسطة وبسبوسة من اغلى الأنواع .
الواحد فيهم كل همو يبنى بطنه اقصد (عمارتو) مره باللفح ومره بالفهلوه ومره من قروش العساكر ومره من (الكموشن) بتاع تمرير أسلحة و(دبابات لجنة) باعتبارها جديدة .
وكمان اولادو بيتعلموا وبيتعالجوا بره السودان وبالدولار الحار .
والمؤسف صغار الضباط والأفراد حق الفطور (الفول أو العدس) فى تلتلة ما لاقينو مرتب لا يكفى لاسبوع أما العلاج والتعليم ده مافى كلو كلو .
واذا العسكرى اتكلم يقولوا ده راسو كبير انقلوه العمليات ومن مأمورية لمأمورية عشان يعرف حاجة ويتعلم السكات .
ده إذا ما عملوا ليه محكمة (صورية) زى حقت تية وموجهة ويودوه السجن أو صفوه .
كل شئ فى الجيش السودانى ماشي عكس النظم العسكرية .
زى ما قالوا الجيش (ذادوه مويه) .
واحد ملكى مطول دقنو يدى تعليمات لضابط رفيع والضابط ينفذ غصبآ عنه أو يلقى نفسو فى الشارع .
ترك قادة الجيش مهامهم المؤكله لهم فى حراسة الحدود والحفاظ على وحدة البلاد وصد العدوان الخارجى وحماية وخدمة الوطن والمواطن .
انخرطوا فى السياسة ، (كنكشوا فى الحكم) بالانقلابات العسكرية المستمرة .
شغالين ضرب وقتل فى المتظاهرين ، تخصصوا فى ابادة المواطنين السودانين الأبرياء بالطيران الحربي والمسيرات والمدفعية الثقيلة .
بالإضافة لنهب ممتلكات المواطنين واغتصاب النساء واستعباد الأطفال وما حدث فى جنوب السودان والنيل الأزرق ودارفور ببعيد .
الفرق الشاسع فى (اللقمة) بين قيادات الجيش الكبار والافراد هو من وسع الفرقه وسقط (الفرقة) .
كيف لا تسقط الفرق والجيش شغال خصم مبالغ مالية شهرية من رواتب الأفراد باسم مال الوداع تصرف للضباط عند النقل أو التقاعد بينما يحرم منها الأفراد .
يصرف الضابط المتقاعد مليارات الجنيهات ومعاش مجزى وهو جالس فى منزلة بينما يصرف الفرد بضع آلاف لا تتجاوز المائة ألف جنيه بعد جرى ومطاردة وسفر ونوم فى الأزقة والمساجد والمشي كدارى والوجبه (كوب شاى بكيس فول مدمس) .
بالله عليكم دى ما لقمة بتفرق الضرا .
الضابط ينوم فى السرير والفرد يفترش الأرض .
الضابط ياكل لحم وجداد والفرد يأكل (عصيدة بتكو) .
وبرضو فى واحد راسو مربع يجى يقول ليك دى العسكرية كده .
عسكرية بتفرق بين الناس والمجتمعات دى لابد أن تراجع .
لانه عندما ينتشر الفساد وتفوح رائحته التى تذكم الأنوف فحتمآ يخرج الناس عن صمتهم ويتداولوا الحديث .
وحينها ستخرج الأمور عن السيطرة والكل يحاول أن يجد له ولو جزء بسيط من الكعكة التى كان يتلذذ بها كبار (المجربعاتية) .
فى ظل هكذا ظروف فمن الغير مستغرب هو انشقاق كبار ضباط الجيش الشرفاء ليقولوا كلمتهم ويبرؤا أنفسهم أمام الله والأفراد والشعب السودانى .
هنالك شرفاء كثر لا زالوا داخل الجيش السودانى ينتظروا الفرصة ليفروا بجلدهم ويقولوا كلمتهم .
ايها (المجربعاتية) اعلموا أن الظلم ظلمات وكما تدين تدان .
ويوم الحساب جاى و(الجرى والهروب) ب(سفنجة وأكل الزلابية) ما بحلكم .
واعلموا فى وجودكم لن ينتصر أو ينصلح حال الجيش الذى حولتم خيراته وحقوق أفراده واسرهم لمنفعتكم الشخصية .
ولقمتكم الكبيره فرقت الضرا .
وهناك من يقول مرحب باى ضابط أو فرد شريف وسط أشاوس الجاهزية من أجل القضية والدولة المدنية الديمقراطية بعيدآ عن العنصرية والجهوية والمحسوبية والإستعلائية.
وسنلتقى باذن الله .