العرب الدولية: عبدالمنعم همت
يواجه الإسلامييون تحديا غير مسبوق، إذ أن غياب الرؤية الإستراتيجية يضعهم في مواجهة عواقب وخيمة على الصعيدين الأمني والسياسي، مما ينذر بتآكل نفوذهم وسلطتهم، ودخول البلاد في مرحلة جديدة من الفوضى التي قد تفتح الباب أمام قوى سياسية واجتماعية جديدة لتعيد ترتيب المشهد السوداني من جديد.
رؤي قصيرة وتكتيكات فاشلة:
أثبتت السنوات الماضية أن الحركة الإسلامية لا تتمتع ببعد النظر الإستراتيجي، فهي تعتمد على رؤى قصيرة المدى وتستند إلى تكتيكات تفتقر إلى الشمولية، وينجم عن ذلك تخبط مستمر يظهر في فشل ذريع في تحقيق الأهداف المستدامة.
ويعود هذا التخبط إلى أزمة جوهرية في منظومتها الفكرية والتنظيمية، هذا النهج المتذبذب أدى إلى تفكيك داخلي في صفوف الإسلاميين وأدى إلى تناحر مستمر بين قياداتهم، مما أفقدهم أيّ مصداقية سياسية أو شعبية واسعة.
بناء الواجهات العسكرية:
لم تقتصر الحركة الإسلامية على الهيكلة التنظيمية، بل عمدت إلى بناء واجهات عسكرية، من ضمنها قوات “الدعم السريع”. هذا التنظيم كان يُراد له في الأصل أن يكون ذراعا لتحقيق التوازن داخل المنظومة العسكرية ومن ثم التحكم في زمام الأمور. لكن ما جرى أن الدعم السريع تحولت إلى قوة مستقلة، ذات تطلعات خاصة بها، فانقلبت على من أنشأها، مما يشير إلى أن الحركة الإسلامية نفسها لم تحسب الأمور بعمق كاف ولم تستشرف النتائج على المدى البعيد.
تمرد الحركات على سلطة بورتسودان:
في حال تمردت القوات المشتركة على الإسلاميين ورفعت السلاح ضدهم، فإن هذا السيناريو سيؤدي إلى تداعيات كارثية على حكومة بورتسودان، إذ ستفقد السيطرة على غرب السودان، وسيتفاقم الأمر بانهيار الاستقرار في بقية الأقاليم، مهددا بتفتيت البلاد أكثر مما هي عليه. كما سيصبح الإسلاميون في موقف أصعب، وستجد قياداتهم نفسها أمام ضغط سياسي وعسكري متزايد لا يمكنها السيطرة عليه.