بقلم نجم الدين دريسة
كلما سمعت هتافات موغلة في الديماجوجية والغوغائية من بعض الجوقة وأشهارهم لهتاف (الجنجويد ينحل) أعقد حاجبي من الدهشة والذهول … من هم الجنجويد واين يتموضعون … ان كانوا يقصدون بالجنجويد تلك المليشيات التي تأسست في العام 2003م عبر الاستخبارات العسكرية والتي تكونت من بعض القبائل العربية لكسر شوكة الحركات التي تخلقت وقتها علي اسس عنصرية واثنية وأسمت نفسها بحركة تحرير دارفور …اي والله إسمها في بداية التكوين (حركة تحرير) وناصبت القبائل العربية العداء الأمر قاد المخلوع عمر البشير وأجهزته السياسية والامنية من توظيف هذا التناقض لمحاربة ما اسموه بتمرد دارفور ..
ومعلوم ان هذه القوات كان يشرف عليها الفريق عوض إبن عوف والفريق الدابي يعاونهما أحمد هارون واخرون مطلبون جميعهم الآن للعدالة الدولية !!!!!! وهنا يبرز سؤال يتوشح كل أشكال الموضوعية والمنطق ما علاقة تلك المليشيات بقوات الدعم التي تأسست في العام 2013م بموجب قانون وفي العام 2017م أجاز البرلمان قانون انشاء قوات الدعم السريع التي تعمل تحت امرة القائد الاعلي للقوات المسلحة هي القوات التي إنحازت باكرا لثورة الشعب الباذخة وكان لانحيازها القدح المعلي في نحاج ثورة ديسمبر مضييها نحو اهدافها وغاياتها في الحرية والسلام والعدالة.
قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي هو من مهر الوثيقة الدستورية مع القوي المدنية الممثلة للثورة والوثيقة نفسها مضت نحو التعاطي مع هذه القوات كقوات نظامية تتبع للقائد الاعلي الي تم إلغاء المادة 5 والتي بموجبها أصبحت قوات الدعم السريع مستقلة وضعها كوضع كأي قوات ذات مهام خاصة واصبح حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس اللجنة الاقتصادية التي ينوب فيها رئيس وزراء حكومة الثورة د.عبدالله حمدوك .. علاوة علي ملف السلام الذي توج باتفاقية جوبا التي واجهت تحديات بسبب أطماع الحركات ومماطلة القوات المسلحة في تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية وضعف الارادة السياسية وتربص الحركة الاسلامية وواجهتها السياسية المؤتمر الوطني الذي يمثل الدولة العميقة في وضع العراقيل أمام الحكومة الانتقالية .
قوات الدعم السريع ظلت علي الدوام تتموضع في إتجاه التغيير المفضي إلي التحول المدني الديمقراطي وقفت مع الاتفاق الاطاري التي تم تصميمه كوثيقة للخروج من الازمة السياسية المتطاولة والذي باركته قوي الثورة وطيف عريض من المجتمع الدولي الامم المتحدة والاتحادين الافريقي والاوروبي ودول الترويكا .. أو ما عرف وقتها بالثلاثية والرباعية واكدوا علي ضرورة السلطة للمدنيين وخروج العسكر من العملية السياسية برمتها وكذلك الاقتصادي وذهابهم الي الثكنات وهو السبب الذي قاد الي إشعال الحرب ضدهم في 15 أبريل 2023م لقطع الطريق أمام الثورة والعودة الي السلطة علي جماجم واشلاء ودماء جماهير شعبنا في ظل صمت مدهش من المجتمع الدولي.. خاصوا الحرب بشراسة لابطال مفعول سلاح جماعة الاخوان المسلمين المتختطفة للجيش فحققوا انتصارات كسرت شوكة اعداء الله والدين والوطن الذين ارادوا ان يحليوا السودان الي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ارتكبوا الفظائع الجرائم التي يشيب لها الولدان من قصف للمدنيين العزل وتدمير للبني التحتية وهدم للمنازل وقتل علي أساس الهوية وتحشيد وتسليح القبائل وصار السودان مرتع لكل حركات الارتزاق المسلحة والهوس الديني وكتائب الارهاب ورغم ذلك انتصرت قوات الدعم السريع قوات التحرر بأخلاقهم قبل ان ينتصروا بسلاحهم وايمانهم الذي لا تحده حدود بعدالة قضية التغيير .
ظللنا نسمع هذا الهتاف بشكل متكرر في كل فعاليات تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية بشكل هسيري الجنجويد ينحل وهم يعلمون علم اليقين ألا وجود لجنجويد في ادمغتهم واخيلتهم المريضة كان ينبغي ان بتسليم المطلوبين جنائيا لمحكمة العدل الدولية بسبب ارتكابهم جرائم الحرب وجرائم الإبادة الذين كانوا سببا في خلق وانشاء مليشيات الجنجويد … لأن الجنجويد انفسهم هم ضحايا لعقلية مركزية دولة نخبوية قابضة ظلت تعمل علي خلق وزراعة الفتن والحروب والصراعات بين المكونات الإجتماعية لصالح الدولة المصرية التي استأثرت بالموارد والثروات وصادرت الدولة والقرار السياسي والسيادة الوطنية.
بناء وتأسيس دولة سودانية علي اسس جديدة وعادلة