علي أحمد
احتفت الحُمر المستنفرة من جمهرة الكيزان وحشود البلابسة وجموع (المخمومين) وشراذم المخدوعين، أمس، ببورتسودان، في فندق (الربوة)، بخمسة من الفلول الذين فروا من الحرب إلى الخارج، ثم قرروا العودة إلى الداخل بصفات على أنهم مستشارون لقائد الدعم السريع، لم يستشرهم أحد!
مثلما عاد (كيكل) إلى مكانه الطبيعي، إلى الرحم الذي أنجبه سفاحاً، عاد هؤلاء الانتهازيون الخمسة (الفاسد شايل الانتهازي) إلى أحضان برهانهم ومؤتمرهم الوطني، وعلى رأسهم إمبراطور الخزعبلات وكبير الانتهازيين وملك أكل الفُتات في جميع موائد السياسيين وحركات الارتزاق والعسكريين والمتمردين والعائدين إلى الصف الوطني، إنه محمد عبد الله ود أبوك، صاحب البطن التي لا تشبع والعقل الذي لا يكبر. وهذا الـ(ود أبوك) معروف لدى الجميع، لا يحتاج تعريفاً إضافياً، فسيرته التي لها رائحة البالوعات تجعل حتى من يشرع في الكتابة عنه يضع كمامة على وجهه – كما أفعل الآن.
أما الآخر المدعو عبد القادر إبراهيم “أقيراي”، فهذا لا في العير ولا في النفير، فقد كان أحد لصوص صندوق تنمية شرق السودان، وهو رجل خفيف الوزن وخفيف (الدماغ) وخفيف القلب أيضاً، لا أحد يستشيره في شيء، لأنه لم يبلغ سن التكليف السياسي والوطني بعد. وفي الحقيقة، إن هذا الأقيراي محض (فلنقاي) كيزان ألحقوه بجبهة الشرق لاختراقها وجلب المعلومات لهم، لكن شخصيته الهشة والضعيفة لم تؤهله لهذا الدور الجاسوسي الذي يحتاج قلباً (جامداً)، لكن من أين نأتي له بهذا القلب؟ فرُمي به إلى قاع صندوق تنمية الشرق الذي سيطر عليه الكيزان بواسطة مديره أبو عبيدة دُج، وكان أقيراي يأكل من فُتات قصعته هنا وهناك، قبل أن تندلع الحرب، فذهب إلى مصر، يتحاوم في حواري فيصل يدعي بين السودانيين بطولات زائفة، وأنه دعامي مقرب من حميدتي وهكذا من قصص بطولاتنا الزائفة المقدسة.
الملاحظ أن الرجلين الأساسيين في المستشارية الزائفة لم يقدما أي معلومات تثبت ادعاءهما بأنهما كانا مستشارين لقائد الدعم السريع، بل لم يقدما معلومات راهنة، فقد تحدث ود أبوك بأكاذيب وخزعبلات عن طه عثمان، ونصر الدين عبد الباري، وصلاح مناع، ومحمد التعايشي. فهل هذه معلومات تستحق الاحتفاء؟ وأين حميدتي الذي قالوا إنه مستشاره في هذا الحديث؟! هل سلم (ود أبوك) لحكومة الفلول في بورتكيزان وملفه لا يحمل إلا هذه المعلومة الزائفة؟!
أما (أقيراي) ذاك، فأمره عجب، يكذب في وضح النهار في أمورٍ يعرفها الجميع، مثل ميناء أبو عمامة الذي وقع عليه وزير المالية جبريل إبراهيم، واعتصام الموز القريب الذي لا تزال تفاصيله طازجة، ولا تزال صرخات أهبل الفضائيات تصم الآذان وهو يهتف؛ “الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع”، لكن هذا اللص الوحيد في شرق السودان أصبح كذاباً أشر، وسيكون مصيره عما قريب كمصير كل متبطل ومتسكع يريد أن يأكل من هذه الحرب المدمرة!!
هؤلاء ليسوا مستشارين، فقد كانوا يتزلفون لقائد الدعم السريع للحصول على الأكل والشرب والسكن – ومثلهم مئات بل آلاف – وأطلقوا على أنفسهم هذه الألقاب وهم (يتحاومون) في أزقة الحارات الشعبية بالقاهرة، وعندما ضاقت بهم الأحوال وانقطعت حتى مصروفات “الفول والطعمية” قرروا العودة إلى موائد اللئام مرة أخرى ليأكلوا من مائدة جبريل إبراهيم، لص الإغاثة وحرامي الإعانات الإنسانية، التي ضاقت إلا للصوص القبيلة والحركة الإسلامية!
أعطهم قمحاً وشعيراً وتمراً وبضعة دنانير، أيها اللص جبريل، فليس بينهم مستشار واحد، كلهم (ود أبوك ساي)!
والسلام على من اتبع الهدى.