بقلم محمد يونس
إن إطلاق صفة مدني أو مواطن لا يمكن ان تنطبق باي حال من الأحوال علي كل الذين انتظموا في صفوف ما يعرف المقاومة الشعبية ومليشيات تنظيم الإخوان المسلمين وكتائبهم الارهابية التي ظلت منذ تاجيجهم لهذه الحرب العبثية واللعينة يعملوا علي تحريض المواطنين الأبرياء الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل عبر الخطابات الحماسية الموغلة في التعنصر والكراهية وبعد الهزائم التي مني بها جيش الفلول والمتحالفين معهم من عناصر كتائب البراء وهم يمارسون كل أشكال الخداع الزائف لأهلنا البسطاء والإتجار في الموت من أجل تحقيق مكاسب سياسية علي حساب هتك النسيج الاجتماعي.. بعد ان كشف الشعب السوداني زيف شعاراتهم و استغلالهم البشع للدين .. تحولوا للخطاب العنصري والتحشيد القبلي لخلق مزيدا من الفتن والحروب الاهلية للعودة الي السلطة علي جماجم واشلاء ودماء جماهير شعبنا المغلوب علي أمره.
فعلا من أمن العقاب أساء الأدب هي مقول ذائعة الصيت تطلق علي كل من يتجاوز الاعراف والقوانين ويخرج عن النظام والمألوف لان غياب المحاسبة والمساءلة يقود الي المخالفات وارتكاب الجرائم والانتهاكات والحروب وهذا بالضبط ما ينطبق في جيش البازنقر الذي ظل عرضة للاختطاف والاختراق والارتهان علي مدي قرن من الزمان وبالتالي هي مليشيات قاتلة وباطشة ومصادرة لحقوق الشعب السوداني في الحكم ومهدرة للموارد والثروات والمقدرات وفاقدة للشرعية والعقيدة القتالية ومنغلقة علي المناطقية والجهوية والقبلية والاثنية ومصدرة للكراهية وخطاب العنصرية المؤجج للحروب الاهلية .. وبالتالي هي قوات مسلحة ظلت مستودع للشر وصناعة الأزمات وهي كلها عوامل تجعل هذا الجيش غير مؤهل لأن أي دور في رسم مستقبل السودان وبالتالي مجرد الحوار معه مضيعة للزمن وتطويل أمد الصراع لأنه يمثل عقبة كؤود تحول دون بناء وتأسيس الدولة السودانية القائمة علي المواطنة كأساس للحقوق والواجبات الدستورية.
معلوم للقاصي والداني ان ما يحدث الجزيرة هي سيناريوهات أعدتها الاستخبارات العسكرية والكتائب الإسلامية المهيمنة علي قيادة الجيش وكان الاستنفارات علي مرأي ومشهد الناس في محلية المناقل واللقاءات التي تمت مع والي الجزيرة الكوز مع اهالي واعيان منطقة ود النورة بالمناقل وخطابات التحشيد والاستنفار والتسليح ولغة الحرب وارتكازات المستنفرين من الدواعش والتحرشات بقوات الدعم السريع والتهديدات بالابادة الجماعية والتطهير العرقي ولكنهم عندما هزموا وهربوا مولين الادبار بدأنا نسمع في البكائيات والنواح والحديث عن مجزرة هي معركة حربية بامتياز لأن من كل من حمل السلاح هو مقاتل .
ذات الاسطوانات المشروخة التي سمعناها في ود النورة تعاودت الظهور مرة أخري في شرق الجزيرة والمؤسف انها تعد واحدة من أسوأ دعوات التحشيد القبلي التي ستضاعف من مخاطر الحرب الأهلية وهو مخطط بعض تيارات الإخوان المسلمين لانزلاق السودان في مهاوي التفكيك والتقسيم عبر الحروب القبلية بمثل ما حدث في الجنينة غربي دارفور … ما حدث في تمبول وغيرها من مناطق شرق الجزيرة لا يختلف كثيرا عما حدث في المناقل .. هذه الحرب ليست قبلية بل هي حرب سياسية وعندما قتل العميد شعاع الدين ليس بسبب انتمائه القبلي … وكيكل عمل علي توريط أهله في الحرب بتسليحهم في مواجهة الدعم السريع وهنا يبرز سؤال لماذا لم نر هذه دعوات مساندة من ناظر عندما كان كيكل في صفوف الدعم السريع ؟؟؟؟