سعد الدين الماحي
استدعى طلاب الحركة الإسلامية شرطة العمليات بعد أن هزمهم الطلاب في معركة عنف، بجامعة النيلين نواحي العام “2008”، شوهد الإخواني “النعمان عبد الحليم” يهرع إلى دار اتحاد الجامعة ويخرج مرتدياً الزي الكامل لشرطة النجدة والعمليات ويمل بيده خرطوش أسود ليشارك الشرطة في قمع الطلاب من جانب ويأمن جانب الشرطة نفسها حينما صار إلى جانبها بحكم الزي الذي يرتديه، وفي ذلك اليوم عرف الطلاب أنه من المتاح للكوز – أي كوز – أن يرتدي زي الشرطة، أو زي شرطة المرور، أو زي الجيش، أو زي قوات حماية الحياة البرية، بعد أن استباح الإخوانيون الدولة، بمؤسساتها المدنية والعسكرية، وجعلوه ضيعة خاصة بهم، لسنوات مظلمة ومتطاولة، ذاق فيها أهل السودان الأمرين.
وانتشرت فيديوهات لعدد كبير من الإخوانيون سجلت يوم فض اعتصام القيادة العامة، أثناء خلع ملابسم المدنية وارتدائهم لزي الدعم السريع، كما ظهر فيديو لأحد الكيزان من داخل عربة وبجانبه سلاح، يضحك متشفياً في مقتلة الثوار مرتدياً زي الدعم السريع. قال قائد قوات الدعم السريع أن البرهان أجاب على سؤال:”ماذا لو عرف الدعم السريع بأننا وراء اتهامهم بجريمة فض الاعتصام وتشويه صورتهم” ساخراً:”خليهم يتمردوا”.
ومن كل ما سبق فقد صار ارتداء عناصر الحركة الإسلامية أزياء القوات النظامية دون مسوغ مما يمكن الجزم به، بل ودخل في علم الكافة بفعل التكرار، قبل أن يطفوا على السطح في ما سمي بانتهاكات قرى الجزيرة، والتي اتضح بعد أشهر أنها كانت من صنع الحركة الإسلامية نفسها عبر أذرعها الاستخباراتية.
لكن الفيديو الذي أخرجته “الاستخبارات العسكرية” مؤخراً، والذي يظهر فيها عدد من عناصر كتائب الحركة الإسلامية يرتدون “الكدمول”، ويعلنون الاستسلام أو ما شابه، ويحاولون فيه تقليد طريقة أهل غرب السودان في الحديث، كان مثار سخرية الكثيرين، ولم يستطع أحد أن يأخذه مأخذ الجد. قال أحدهم: “نريد أن نرسل رسالة للقائد حمدان ولد حمدان”! وبغض النظر عن أن الدال في لفظ كلمة “ولد” لا تظهر عند النطق إذا أردت أن تقلد طريقة بعض القبائل العربية في كردفان ودارفور في الحديث، فإن من النادر أن يحمل الأب وابنه نفس الاسم، على طريقة ” junior – senior ” في تلك الجغرافيا، فضلاً عن أنه لا يوجد جندي يتلجلج في اسم قائده، أو يخطئ في نطقه بهذا الشكل المريع.
وحالما انتشر الفيديو أشار له الجميع على أنه “مفبرك”، بل ونشرت صوراً أخرى لمن ظهروا فيه بالزي المدني، تؤكد انتماءهم لكتائب الحركة الإسلامية بشكل دامغ.
جاء فيديو استخبارات الجيش الذي يقاتل إلى جانب الحركة الإسلامية، كدليل إدانة ضدهم من حيث أرادوا جعله أداة تخذيل، كونه أكد بما لا يدع مجالاً لشك، أن هناك من عناصر الإخوان من يرتدي زي الدعم السريع، وينتحل اسمه لتحقيق مآرب تخصه. وإذا وضعت هذه الحقيقة إلى جانب حقيقة هروب كيكل بعد اكتشاف كونه جاسوساً للحركة الإسلامية، فمن المنطقي استنتاج أنه كان يقف وراء كل ما حدث في الجزيرة من انتهاكات، تنفيذاً لأوامر علي كرتي التي قضت بإزهاق الأرواح فقط من أجل إثارة “سخط” السكان المحليين على قوات الدعم السريع، وهو ثمن باهظ بالطبع لقاء سخط عاجز لمدني، حوله الإخوان إلى ضحية شاهدة على مقتل أولي القربى بالطيران، في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
وبذات الطريقة يحاول إخوان الشياطين اليوم، تقديم قبائل السودان ومجتمعاته المحلية قرباناً لحربهم من أجل العودة للسلطة على جماجم السودانيين. اتنتشر فيديو لأحدهم وهو يضع حذائه فوق جمجمة لسوداني سيء الحظ قتل في معركة كرامتهم المزعومة التي أذلت الملايين، كونهم يقفون على الجانب الآخر من الوطن، وذبح الإخوان من يقدمون الطعام والدواء ويتبرعون بالدم من المتطوعين في الأحياء المنكوبة بالحرب، بذريعة “التعاون” مع قوات الدعم السريع.
ظهر قائد الجيش في عزاء قائد منطقة عسكرية قتل في ميدان المعركة، لكنه تحول إلى مجرد أحد المنتمين لقبيلة الشكرية بأمر البرهان، وصارت حرب علي كرتي – بقدرة قادر – هي حرب الشكرية يكتفي فيها الجيش بدور المحرض “وانت علي كيفك”، فإذا لم ترد أن يقتلك هؤلاء “الغرابة”، فتسلح لتحمي نفسك، والخيار لك و”نحن كلمناكم”، وهذه هي طاقة الجيش، في زمان الغفلة والانحطاط.
يقول السودانيون أن “حبل الكذب قصير”، وإرادة الشعب السوداني في الوصول لدولة مدنية وجيش مهني موحد ينأى عن السياسة والاقتصاد غلابة رغم هذا الكابوس، إذ أنه وعلى الرغم من نجاح الحركة الإسلامية في خلط الأوراق باندلاع حرب الخامس عشر من أبريل، لكنها لا تزال عاجزة عن إعادة ترتيبها بما يخدم مصالحها. لعن الله إخوان الشياطين، وأخزى سعيهم.