( رصد: مركز إدراك)
شهدت منطقة تمبول بولاية الجزيرة ظهر اليوم الثلاثاء تطورات ميدانية حاسمة منذ هروب العميل المندس “أبو عاقلة كيكل” صباح أمس، حيث مُني الجيش بهزيمة كبيرة ظهر اليوم للمرة الثانية على التوالي، ما أدى إلى مقتل المئات من الجنود والضباط، من بينهم العميد أحمد شاع الدين، قائد منطقة البطانة العسكرية ومنسق عملية هروب العميل كيكل.
وأكدت قوات الدعم السريع، في بيان رسمي لها اليوم، نجاحها في صد هجوم الجيش وتحقيق انتصار كبير عليه، وقتل 370 من ضباطه وجنوده واستلام 60 عربة قتالية بكامل عتادها.
الهجوم والمعركة:
وفقًا للبيان الصادر عن قوات الدعم السريع بتاريخ اليوم 22 أكتوبر، شنت قوات الجيش السوداني مدعومة بمليشيات الحركة الإسلامية هجومًا كبيرًا على مواقع قوات الدعم السريع في منطقة تمبول. وقد استخدمت القوات المهاجمة مركبات وأسلحة متنوعة ضمن حملة تهدف لاستعادة السيطرة على المنطقة. إلا أن قوات الدعم السريع تمكنت من إلحاق هزيمة قاسية بهذه القوات، مما أدى إلى سقوط أكثر من 370 قتيلًا في صفوف الجيش، من بينهم ضباط برتب عليا، إضافة إلى فرار العديد من القيادات الميدانية.
الخسائر العسكرية:
أفاد بيان قوات الدعم السريع بأن قواتها استولت على أكثر من 60 عربة قتالية بكامل عتادها، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي تركتها القوات المهاجمة. كما تم تدمير عدد كبير من مركبات الجيش، الأمر الذي زاد من الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات المسلحة.
مقتل العميد أحمد شاع الدين قائد المنطقة وأسر العشرات:
من أبرز الخسائر التي تكبدها الجيش السوداني في هذه المعركة هو مقتل العميد أحمد شاع الدين، قائد منطقة البطانة العسكرية، الذي كان يقود الهجوم في تمبول. كما تم أسر عشرات الضباط والجنود من الجيش، ما يعكس حجم الخسائر التي لحقت بالقوات المهاجمة خلال المعركة.
ردود فعل قوات الدعم السريع:
في بيانها، حذرت قوات الدعم السريع من محاولات مليشيات البرهان والحركة الإسلامية تحشيد القبائل واستغلال الأوضاع لتسويق “أكاذيب مضللة” تهدف إلى إثارة الفتن بين المواطنين. وأكدت القوات التزامها بعدم استهداف المدنيين، إلا أنها شددت على أنها لن تتردد في التصدي بحزم لما وصفته بـ”كتائب الفلول والمستنفرين” الذين يساهمون في استمرار الحرب.
خلفية الصراع:
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، تشهد البلاد معارك ضارية بين الطرفين، أدت إلى تدمير واسع النطاق ونزوح الملايين. ويأتي هذا الصراع على خلفية التوترات السياسية والعسكرية التي نشأت بعد الانقلاب العسكري الذي قامت به الحركة الإسلامية السودانية عبر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ضد الحكومة المدنية الانتقالية، والذي أدى إلى إغراق البلاد في موجة جديدة من العنف والفوضى.
خاتمة:
مع تكرار الهزائم التي يتلقاها الجيش في منطقة تمبول والمناطق الأخرى، تتعمق الأزمة العسكرية والإنسانية في السودان. يبدو أن الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع لا يزال بعيدًا عن الحل، في ظل استمرار المعارك الدامية وتزايد الخسائر في الأرواح والمعدات. وعلى الرغم من انتصارات قوات الدعم السريع المتوالية، إلا أن الحرب المفتوحة بين الطرفين تلقي بظلالها الثقيلة على الشعب السوداني الذي يدفع الثمن الأكبر في هذا النزاع المستمر، في ظل تعنت الجيش ومن خلفه الإسلاميين ورفضهم للحلول السلمية.