(لطريق الثالث) بكري المدنى يكتب.. سيسي السودان ..!!
* وصلت البلاد مرحلة من التدهور حتى أصبحت في حاجة الى من يلتقط القفاز ويعلن نهاية هذا الشوط النازف لأجل بداية جديدة وصحيحة حتى لا نقع بين خيارين لا ثالث لهما وهما الثورة او الانقلاب العسكري والأولى تقود للثانى كنهاية حتمية.
* نحتاج الى (طريق ثالث)ما بين الثورة والانقلاب يجنب البلاد كافة الآثار والنتائج التى تصاحب تلك وذاك ويكون موقفا وعملا بالإتفاق.
* ولقد جربت بلادنا الانقلابات العسكرية كمحاولة للإنقاذ ولكنها تحولت في الآخر إلى أنظمة شمولية وقامت الثورات الشعبية غير أنها انتهت أيضا الى انقلابات.
* يتحدث البعض برغبة والآخر بتخوف عن نسخ تجربة الرئيس عبدالفتاح السيسي المصرية ونقلها للسودان نسبة لتشابه الأحداث وتكامل الظروف والأحوال ما بين الخرطوم والقاهرة.
* ان نسخة السيسي التى نحتاجها في السودان يجب ان تكون مختلفة عن التجربة المصرية فلقد أخذنا عبر تاريخنا المعاصر ما يكفي ويزيد من تلك التجارب والمطلوب اليوم المحافظة على إنجازات ثورة الشباب وبلوغ أهدافها في الحرية والسلام والعدالة من خلال تشكيل جديد وحاضنة جديدة.
* الدكتور تجانى السيسي رئيس حزب التحرير والعدالة ورئيس تحالف نهضة السودان الذي ضم إليه بعض القوى السياسية والمستقلين طرح بالأمس مبادرة للخروج بالبلاد من ورطتها الماثلة وليست هي المرة الأولى التى يتقدم فيها السيسي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج بأقل الخسائر.
* فعلها مرة الدكتور تجانى السيسي عندما وحد كثير من حركات دارفور ووقع اتفاق الدوحة مع حكومة الخرطوم وقتها وفعلها مرة أخرى عندما شارك في الحوار الوطنى في محاولة أخيرة -قبل سقوط النظام السابق -لاختراق الأزمات السياسية والاقتصادية وها هي محاولته الثالثة تاتى والبلاد في أشد الحاجة لأي محاولة صادقة ونزيهة.
* لا تنقص الدكتور تجانى سيسي خبرة سياسية فلقد حكم الرجل اقليم دارفور بكامله وهو في الثلاثين من العمر او ما دون ذلك وتوفرت له تجربة في العمل الأممي لم تتوفر لمواطن سوداني قبله أو بعده ويحظى الدكتور سيسي بقبول كبير داخل البلاد وخارجها هذا غير الاحترام الذي وفرته له مواقفه المختلفة
* المواقف أثبتت ان الدكتور التجانى السيسي لا يسعى إلى سلطة ولقد كانت ملقاة على طريقه بعد اتفاقية الدوحة للسلام وبعد الحوار الوطنى ولكنه قدم اليها قيادات حزبه واكتفى بقيادة التنظيم السياسي وأقرب ما يكون لمواقع الناصح والمستشار.
* لقد ضاقت الخيارات على أهل السودان وتقلصت الفرص وأصبح أمام الجميع اما مشروع (سيسي سياسي ) او (سيسي عسكري) والأول بالاتفاق والثانى بالانقلاب وان يوفر الأول مسارات مزدوجة ومساحات جانبية على الطريق فإن الأخير اتجاه واحد ويسير عكس الطريق!
* أكثر ما لفت الانتباه في مبادرة تحالف نهضة السودان الذي يقوده الدكتور تجانى سيسي الدعوة لملمة المبادرات السياسية الكثيرة في مبادرة واحدة جامعة تستوعب الجميع ولا تستثنى أحدا ولا جماعة.