فاطمة لقاوة
عندما هاجر رسولنا الحبيب صلوات الله عليه وسلم للمدينة ومعه صحابته الميامين ،قالها بملء فاهه:((من هاجر لله ورسوله فإن هجرته لمن هاجر إليه،ومن هاجر لإمرأة ينكحها أو مالاً يكسبه فإن هجرته لما هاجر إليه)).
وحين تجمعت أحزاب قُريش وخططوا لمهاجمه المدنية المنورة ،وخرج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليشاور صحابته ،وجاءهم سُليمان الفارسي بفكرة حفر الخندق حول المدينة لحمايتها من هجمات قُريش هُنا ظهرت أصالة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ووضح للعيان كافة المتخازلين المُرجفين في المدينة الذين حاولوا وضع التبريرات التي تساعدهم من الهروب ،فكان رد النبي صلى الله عليه وسلم واضح جدا وسمح لهم بالعودة لبيوتهم اذا رأوا أنها عورة وتحتاج من يحرسها،وبذلك تم تنقية الصحابة رضوان الله عليهم من الشوائب ،فكانوا فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بفضل الله وعونه وأخلاصهم وتماسكهم.
لذلك نلاحظ أن الجنرال محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع قد إقتفى أثر نبينا محمد صلوات الله عليه وسلم، وتتبع أثره في فن القيادة الرشيدة ،وخاطب جنوده بكل تأدب وإحترام وهو يعي أهمية المرحلة التي دخل فيها الصراع معركة كَسر العظم،حيث طلب دقلو من جنوده في الإيجازات والإرساليات والإحتياطي بالتبليغ الفوري ،وقال لكل من يرى نفسه أنه لا يستطيع إكمال مشوار النضال فله حق الإنسحاب دون أن يتوعدهم أو يحاسبهم ،بل تركهم لضمائرهم التي لن يلتزم لها إلاَّ الشُرفاء أمثال الشهيد 《عبدالرحمن البيشي》الذي قال قولته الشهيرة:”والله مؤسسة أكلت حُلوها ما بابى مُرها”وقد صدق الوعد ونال الشِهادة مُبتسم تاركاً وراءه سيرة عطرة تتدارسها االأجيال وتاريخ لن يمحوه الزمان، وما أكثر صِحاب الشهيد البيشي ورفاقه في دروب النضال الذين صنعوا تاريخ جديد وهم يخوضون غِمار حُروب تحول تاريخي عظيم لن يمحوه الزمن.
أصدقكم القول :أنني لم أكن يوماً متحمسة بإنضمام المدعو (كيكل)لصفوف الدعم السريع ،وكنت دوما مُتشائمة من وجوده في مقربة من الشهيد البيشي وفي يوم إستشهاد البطل البيشي وسمعنا النبأ وشاهدنا فيديو للشهيد وهو يمازح كيكل ،إحدى الجالسات بقربي قالت لي:ربنا يحفظ كيكل كمان!فرددت لها بإمتعاط وقلت:ذي كيكل دا ما تخافوا علي ما بموت لأنه عيون ام قُرص-(البومة اقصد)- هو السبب في إستشهاد البيشي،و غادرت المجلس وقد إمتلأت عيناي بالدموع حُزنا على الشهيد البيشي ونحن عاهدناهم أن لا نبكي الفوارس الآن.
اليوم جاءتني ذات المتحدثة وقالت لي:أ.فاطمة !كيكل طلع خاين وسلم للجيش،قلت لها:وضع طبيعي وتصرف متوقع من شخصية ذي كيكل ولن يؤثر على مسيرة شرفاء الدعم السريع ولا ولم ولن يضيف لعصابة بورتسودان ورؤوس شيطانهم أي فائدة ،وأكيد لعنة روح الشهيد البيشي ستطارد كيكل ولن ينعم بسلام.
كيكل يُعتبر المُتهم الأول في كافة الإنتهاكات التي طالت إنسان الجزيرة،وخضع لتحقيقات داخلية في مؤسسة الدعم التي تبنى قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو مسؤولية تحقيق العدالة للشعب السوداني ومحاسبة الجُُناة،و قد قال حميدتي أمام الملأ:(لا كبير على القانون ونحن جاهزين للمحاسبة)،بل وافق بدخول لجنة تقصي حقائق محايدة لرصد الإنتهاكات،لذلك لم يجد كيكل سبيل أمامه إلاَّ الهروب لصف المجرمين الذين يقتلون الشعب السوداني بالطيران، بينما نفذ كيكل جرائم الاغتصاب والسرقات التي أوكلت له من قِبل إستخبارات جيش الكيزان التي أشرفت على نشأة درع الشمال الذي ينتمي له كيكل قبل إرساله ليكون غواصة داخل الدعم السريع لينفذ جرائم ممنهجة كما نفذ من قبل الضابط المنتدب في الدعم السريع(سيد) مجزرة فض إعتصام القيادة.
يبقى السؤال الذي ستكشفه الأيام القادمة:هل كيكل سيتم التخلص منه من قبل استخبارات برهان،خوفا من أن يفتضح أمر مؤامراتهم القذرة في هذة الحرب؟
اليوم رقدت روح الشهيد البيشي بسلام فقد ربح البيعة في علياءه،وخسئا كيكل بذهابه إلى مزبلة التاريخ.
ولنا عودة بإذن الله.