أصدرت المملكة المتحدة، بالتعاون مع عشرة مانحين آخرين، بياناً مشتركاً يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية إلى السودان، حيث دعت الأطراف المتنازعة إلى التوقف عن عرقلة وصول المساعدات إلى السكان المتضررين. جاء ذلك في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحسين الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.
وأشار البيان، الذي تم نشره على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية، إلى أن الوضع في السودان يتطلب تدخلاً عاجلاً لزيادة المساعدات بشكل فوري ومنسق. كما أكد على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ودون أي عوائق، وذلك للحد من الخسائر الكبيرة في الأرواح التي يعاني منها السكان.
وأدان البيان، الذي وقعته المملكة المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وعدد من الدول الأوروبية، استمرار القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عرقلة جهود الاستجابة الإنسانية. كما أشار إلى أن العوائق البيروقراطية التي تفرضها الجهات المحلية تعيق إيصال المساعدات، مما يستدعي من السلطات السودانية التعاون مع المنظمات الإنسانية لضمان تقديم الدعم اللازم للسكان.
أعربت مجموعة من الدول والمنظمات، بما في ذلك المملكة المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، عن قلقها العميق إزاء استمرار القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في عرقلة جهود الاستجابة الإنسانية. وأكد البيان أن هذه العرقلة تأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ.
وأشار البيان إلى أن العوائق البيروقراطية التي تفرضها مفوضية العون الإنساني والوكالة السودانية للإغاثة تساهم في تأخير إيصال المساعدات الضرورية. وأكدت الدول الموقعة على ضرورة أن تدرك السلطات السودانية أهمية التعاون مع المنظمات الإنسانية، مما سيمكنها من تلبية الاحتياجات الملحة للسكان المتضررين.
ودعت الدول الموقعة إلى اتخاذ خطوات فورية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مشددة على أن العمل المشترك مع الجهات الفاعلة الإنسانية يعد أمراً حيوياً لضمان تقديم الدعم اللازم للمتضررين من الأزمات في السودان.
أكد البيان على أهمية التزام جميع الأطراف بالقانون الإنساني الدولي، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني. ويشمل ذلك إزالة القيود التعسفية المفروضة على معبر “أدري” الحدودي مع تشاد، وفتح جميع الطرق الحدودية المتاحة دون أي عوائق، بالإضافة إلى ضرورة الاتفاق على مسارات لتقديم المساعدات الإنسانية عبر خطوط النزاع.
كما أعرب البيان عن ترحيبه بالتقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ الوعود الإنسانية التي تم التعهد بها خلال مؤتمر باريس الإنساني الذي عُقد في 15 أبريل الماضي. وأشاد بالجهود التي تبذلها مجموعة “تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان” ALPS لتحسين وصول المساعدات عبر الحدود، داعياً القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الانخراط في هذه المبادرات والوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب السوداني.
وأشار البيان إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوداني نتيجة النزاع المستمر، حيث يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم. وذكر أن حوالي 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، بحاجة ماسة إلى المساعدة، بينما أجبر القتال نحو 11 مليون شخص على النزوح من منازلهم هرباً من العنف والجوع. كما حذر من المخاطر الكبيرة التي تواجه النساء والفتيات، بما في ذلك العنف الجنسي الذي يتزايد بشكل مقلق.
في أغسطس الماضي، تم الإعلان بشكل رسمي عن حدوث مجاعة في مخيم زمزم للنازحين داخلياً، الذي يضم أكثر من 500 ألف شخص. ويعتبر هذا الإعلان هو الثالث من نوعه في القرن الحادي والعشرين، مما يسلط الضوء على تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
أعربت لندن و10 مانحين آخرين عن قلقهم من العوائق البيروقراطية التي تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية، مثل التأخير في إصدار التأشيرات وتصاريح السفر. هذه العوائق تستمر في منع تقديم الدعم الحيوي للمجتمعات الأكثر احتياجاً، بما في ذلك النازحين الذين يعانون من هجمات قوات الدعم السريع في الفاشر بشمال دارفور.
وأكد البيان أن المعاملة الأخيرة للبعثة المشتركة بين الوكالات في دارفور غير مقبولة، مشيراً إلى استمرار هذا السلوك المعوق. وشدد على ضرورة أن تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها من التواصل مع جميع أطراف النزاع لضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المحتاجين في أي مكان.
جاء البيان بتوقيع المملكة المتحدة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID والنرويج والسويد وفرنسا وألمانيا وهولندا وأيرلندا وسويسرا وكندا والمفوضية الأوروبية لإدارة الأزمات.