*احمد الامين الحسن*
في مؤشر جديدة لتطورات الحرب المتصاعدة في السودان استدعى قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وفده المفاوض للعودة إلى السودان فوراً، في إشارة جديدة على عزوفه عن التفاوض واتجاهه لتصعيد القتال في الوقت الحالي، بحسب ما ذكر مصدر مطلع في هذه القوات.
*اتساع رقعة الحرب:*
يأتي ذلك في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد هدوء حذر في معظم أنحاء السودان، فيما يحاول الجيش المختطف تقدمه لاستعادة السيطرة على أجزاء من العاصمة الخرطوم، منذ عدة أشهر.
*توقعات سالبة:*
في المقابل، اعتبر نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدّم”، خالد عمر يوسف، الخطاب “إعلاناً رسمياً لطبيعة المرحلة القادمة من الحرب”. وحذّر من “حرب الكل ضد الكل داخلياً وخارجياً”، مضيفاً أن “حميدتي خاطب الشعب السوداني ليخبره بأن الحرب ستطول وتتمدد، وأن القادم أسوأ”.
*خطورة خطاب حميدتي:*
واعتبر وزير الإعلام السوداني السابق، فيصل محمد صالح، في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، أن الخطاب الأخير لقائد قوات الدعم السريع “واحد من أخطر الخطابات منذ بداية الحرب”، بغض النظر عن التقييمات المختلفة لموقفه على الأرض، على حد قوله.
وأشار صالح إلى أن حميدتي انطلق لمرحلة جديدة في إعلان المواقف، بتبنيه “خطاباً قبلياً وجهوياً غير معهود، أو كان يتجنبه من قبل، ثم وجّه بعض الاتهامات لأفراد بالاسم من الحركة الإسلامية والقيادة العسكرية، وعبر عن غضب شديد قد ينعكس في مغامرات عسكرية خلال الأيام المقبلة”.
وأضاف: “من المؤكد أنه ليس خطاب استسلام وإعلان الهزيمة”، مشيراً إلى أن السودان أمام “مرحلة جديدة سيصاحبها تصعيد عسكري من الجانبين”.
*مفاجئات الدعم السريع:*
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي، عمار صديق سعيد، أن قوات الدعم السريع “بحوزتها أوراق وهي قادرة على إحداث مفاجأة”، مشيراً في حديثه لـ”الشرق”، إلى أن “الجيش يستميت في الهجوم في الخرطوم ومحاور أخرى، غير أنه لم يحقق تقدماً يذكر سوى بأمتار قليلة”، على حد قوله.
وأضاف سعيد، أن “الدعم السريع تصدّت لتحركات الجيش في قرّي والحلفايا في شمال الخرطوم، كما ألحقت بها خسائر كبيرة، وتتقدم في ولاية غرب كردفان ومحاور أخرى”، نافياً أن تكون هذه القوات “تعاني أي نقص في القوة الصلبة، ولا المقاتلين أو الأسلحة والذخائر”.
*تكتيكات الخرطوم:*
وقال إن “الجيش عمد إلى دفع القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلّح للتحرك في دارفور بغية تشتيت انتباه الدعم السريع، وجّره لسحب بعض قواته من وسط السودان، بما في ذلك الخرطوم، وتوجيهها إلى دارفور، غير أن الدعم السريع تحتفظ منذ البداية بوحدات كافية في كل الجبهات”.
وأشار سعيد إلى أن “الدعم السريع بعد عام ونصف من الحرب، أنشأت تحصينات جيدة وكمائن عدة في الخرطوم”، كما أنها تستخدم “تكتيكات عسكرية متعددة في هذه المعركة تعيق تقدم الجيش”.