ان قرار اقالة مدير مخابرات مصر تعادل وتوازن المثل المصري الشائع الصيت(١٠٠) نطة ولا واحد بعبوص !!
وبجد وبذات اللهجة المصرية المستخدمة هذه الايام بنقول ( نحنا زعلانيين اووي) يامصر وزعلانين من زمان وكايسن حد يفش الغبينة و(يقد المركب) والتي ليست لمساكين يعملون في البحر وانما لطامحين يعملون ليل نهار بغرض العودة الي السلطة المنتزعة بامر الشعب ومش لاقين (حد) يقوليهم السلام عليكم يا( رجالة) !!
نكتب هذا ونحن نطالع بالامس قرار اقالة مدير جهاز المخابرات المصري ونكاد نرقص(١٠) بلدي ونضع ايادينا علي افواهنا لنصدر الصوت العالي والمتقطع مع تحريك اللسان ونردد بصوت مرتفع وبذات عبارات المصريين (يا لهوووي)!!
ونحن (زعلانين اووي ) لانه عندما زار السيد عبدالرحمن المهدي مصر في مطلع الخمسينات بوفد رفيع المستوي وبرفقته نفر كريم من قيادات السودان الاهلية!!
وكان ذلك ابان حكم الرئيس المصري محمدنجيب قائد تنظيم الضباط الاحرار والذي انهي الحكم المملوكي بمصر !!
والقصة التي اكتبها يقصها لي الراحل الوالد المرحوم العمدة الحسن ابوروف خريج معهد بخت الرضا واحد اعضاء الوفد المذكور !!
وكان الوفد يرفع شعار (السودان للسودانيين)!!
وليس السودان للبلابسة ومن لف لفهم !!
ونكتب هذا لأنه لابد من اعادة كتابة التاريخ بوجهه الصحيح!!
نكتب هذا والطيران قبل ايام قلائل يدك ابوحجار حيث يرقد قبر المرحوم العمدة الحسن ويقتل الابرياء وأن كنا نري ان المعركة الحقيقية ليست مكانها ابوحجار او الوسط المفتوح بالانسحاب من مدني !!
وفي ظل غياب مدن بحجم الخرطوم وبحري وامدرمان ومدني وسنجة ومدن غرب السودان العاتية والجنينة وصراع الفاشر وغيرها !!
ولكنه حكم وبدائل من ارسل للقبض علي (أسد )وظل مقيما بالغابة دون أي خبر وعندما تم البحث عنه وجدوه يقيد(قردا) ويطلب منه ان يعترف بانه( الاسد)!!
لذلك نحن (زعلانين اووي )يامصريين!!
ويقول لي الوالد العمدة الحسن يرحمه الله وهو احد اعضاء الوفد ذهب الوفد الي مصر بطائرة مصرية كنوع من مسح الشنب لتليين المواقف!!
وأن الوفد عندما التقي بالرئيس المصري محمد نجيب ابتدر الحديث رئيس مجلس الشعب المصري (السنهوري) الملقب بابو القوانين !!
ولقد وصفه لي العم العمدة الحسن بانه رجل ضخم الكراديس كبير الجثة !!
فقال مرحبا بالوفد ( نرحب باخوتنا في جنوب الوادي.. اما اذا كنتم تتحدثون عن تبعية السودان لمصر فانه امر لايحتاج الي كثير جدل ..) !!
كانت هذه هي رصاصات الاستقبال وتحجيم الطالب والمطلوب ولكن تري كيف كان الرد عاصفا وعبر السلاح الكيماوي( تنقد الرهيفة ان شاءالله ماتتلتق) انه صاروخ معدل من طراز اف ١٦ عندما قاطعه الناطق الرسمي باسم الوفد المرحوم الأستاذ عبدالرحمن علي طه مدير معهد بخت الرضا وما ادراك مابخت الرضا المعهد العريق الذي اسسه البريطاني مستر قرفس وخرج فطالة في جميع المجالات !!
انهم لايجيدون الرقص والفرح الكذوب بيد انهم أحفاد الملوك والعظماء والاماجد الذين حكموا واداي النيل عبرة الاسرة (٢٥) !!
نعم انه الاستاذ عبدالرحمن علي طه احد اعلام بلادي وقد شغل منصب اول وزير للمعارف بالسودان عقب الاستقلال!!
رفع الأستاذ عبدالرحمن علي طه يده مطالبا بنقطة نظام حتي يضع جدا (لسفاهة) تلك المقدمة المحبطة !!
فمنحه الرئيس محمدنجيب الفرصة وقال في شجاعة تمثل كل سوداني فخور بسودانيته ( نرحب باخوتنا في شمال الوادي… اذا كنم تتحدثون الينا بلغة الراس للذنب والسيد للعبد ارجو ان ينفض هذا الاجتماع حالا …
اما اذا كنتم تتحدثون الينا بلغة الاخ للاخ والند للند والصديق للصديق فارجو ان يستمر هذا الاجتماع فصفق السيد محمد نجيب وقال فليستمر هذا الاجتماع!!
فكان ان استمر الاجتماع وقرر الموافقة علي شعار السودان للسودانيين وليس السودان تحت التاج المصري( هو التاج وينو بالله ؟!)!!
لذلك ونحن وفي ظل ازمتنا الحالية و الحرب الدائرة مابين الجيش والدعم السريع منذ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وحتي اليوم وهي في طريقها الي الحل والزوال !!
نؤكد ان قراءة التاريخ بصورته الطبيعية هو مفتاح الحلول ونحن (زعلانين اووي) لاننا لم نحدثكم بعد عن فترة الحكم التركي منذ ١٨٢١ وحتي قيام الثورة المهدية ونهايتها!!
و لان تركيا والتي تستضيف بعضا من البلابسة الهاربين باموال شعبنا لم تعد بذات العنفوان القديم!!
ونحن( زعلانين اووى) لان الحكم الانجليزي والذي انتهي بالاستقلال من داخل البرلمان في ١٩ديسمبر١٩٥٥ كان اصلا من الانجليز وبعض المامير والكتبة من مصر !!
ورسالتنا للشعب المصري ان طعامكم وشرابكم من السودان فديروا بالكم واتفاقية عنتبي تدخل حيذ التنفيذ بعد توقيع ٦ دول من اصل ١١ دولة !!
وان الشعوب الجديدة ليست هي الشعوب القديمة وسياسة رعاية المصالح اصبحت تقاس بميزان الذهب !!
وماعاد هنالك مكان لصناعة اشخاص دلاليك بلا حواضن امنة ومستقرة ومتصالحة مع شعوبها !!
كل هذا نذكره لان قرار اقالة مدير مخابرات مصر عباس كامل يجب أن يقرأ صحيحا!!
اما عودة السودان للإتحاد الافريقي فإن العزلة من المؤسسات لايمكن أن تخدم اجندتك والعودة الي المؤسسات ايضا تلزمك بان تفك اللجام لجميع السودانيين ليقرروا في شأن وطنهم !!
وأن رعاية القديم مهلكة ومكلفة وعصية ومن الاجدي ان تعلم ان كلفة رعاية الثعابين غالية الثمن !!
…وياوطن مادخلك شر…
عمرالطيب ابوروف
١٧ اكتوبر ٢٠٢٤