قالت منظمة إنقاذ الطفولة، الاثنين، إن أكثر من مليوني طفل سوداني وُلدوا خلال النزاع القائم، معرضون للخطر بسبب نظام الرعاية الصحية المدمر والجوع.
وتقول الأمم المتحدة إن 25.6 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 8.5 مليون شخص يواجهون ظروفًا أشبه بالمجاعة؛ بينما يتزايد أعداد الذين يعانون من سوء التغذية بعد أن دمر النزاع سُبل العيش في الريف والحضر.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة، في تقرير حصلت عليه “سودان تربيون”، إن “أكثر من مليوني طفل وُلدوا خلال 18 شهرًا من النزاع في السودان، جميعهم معرضون للخطر بسبب نظام الرعاية الصحية المدمر ومستويات الجوع التي وصلت إلى حد الأزمة”.
وأشارت إلى أن هذه التقدير يستند إلى بيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى أن 1.3 مليون طفلًا سيولدون في 2024، فيما تؤكد تقديرات منظمة إنقاذ الطفولة إلى أن 4 آلاف يولدون يوميًا في السودان البالغ عدد سكانه 50 مليون نسمة.
وشدد التقرير الى أن النزاع العنيف، الذي اندلع في 15 أبريل 2023، جعل تقديم الرعاية الصحية بما في الرعاية الإنجابية ورعاية الأطفال حديثي الولادة أكثر صعوبة، مما يعرض حياة الأمهات والأطفال لخطر مضاعفات قد تكون لها عواقب مدى الحياة وربما مميتة.
وأضاف: “تعتبر أول 28 يومًا في حياة الطفل الفترة الأكثر خطورة وتنطوي على أعلى مخاطر الوفاة وهي كذلك الأكثر خطورة على الأم. وقبل اندلاع النزاع كان معدل وفيات الأمهات في السودان من أعلى المعدلات في العالم”.
وفي 24 سبتمبر المنصرم، قالت منظمة الصحة العالمية إن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تجاوزت الـ 100 هجومًا، حيث جرى التحقق من 108 حادثة.
وأفادت بتوقف ما يصل إلى 80% من المرافق الصحية في مناطق النزاع مثل الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان، فيما توقف عمل 45% من المرافق في المناطق الأخرى؛ وذلك من أصل 6.500 منشأة للرعاية الصحية الأولية و300 مستشفى عام.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة إن المخاطر التي تهدد الأطفال وأمهاتهم تفاقمت بسبب معدلات الجوع وسوء التغذية المذهلة.
وتابعت: “الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من سوء التغذية أكثر عُرضة لعرقلة نمو الجنين، مما يساهم في نتائج صحية أسوأ في وقت لاحق من الحياة وزيادة معدل الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة”.
وأكد مدير منظمة إنقاذ الطفولة المؤقت في السودان محمد عبد اللطيف على أن “أطفال السودان يولدون في كابوس في واحدة من أسوأ الكوراث الإنسانية في العالم في الوقت الراهن”.
وأشار إلى أن العديد من النساء يُلدن دون الحصول على الرعاية المنفذة للحياة التي يحتاجن إليها وأطفالهن، في ظل إغلاق 80% من المرافق الصحية وسط انهيار النظام الصحي.
وتابع: “أزمة الغذاء في السودان تعني أن الأمهات يفتقدن التغذية التي يحتجن إليها أثناء الحمل والولادة، مع عواقب خطيرة لا رجعة فيها على بقاء أطفالهن ونموهم وتعلمهم”.