قبل الحرب بخمسة أيام، عضو نقابة المحاميين المصريين د. رفعت حمام دعا السيسي ووزير الدفاع المصري لتوجيه ضربات استباقية ضد المواطنين السودانيين “المدنيين” المحتجين في طريق شريان الشمال (بالطيران)، و التدخل عسكريا و جلبهم للمحاكمة داخل مصر ، لقيامهم بإيقاف صادرات السودان للقاهرة، ودعا لتطبيق حد الحرابة على مواطنين سودانيين داخل بلادهم…
وهو أمر يعكس العقلية السياسية المصرية تجاه السودان و تعاملها معه كملف أمني فقط، دون احترام لسيادته و كرامة إنسانه، و توضح بجلاء الأثر الإقتصادي الكارثي عليها في حال توقف الصادرات السودانية التي تعتبر من اعمدة الاقتصاد المصري، وتسد النصيب الأكبر من احتياجاته، إلى الحد الذي يدفع طبقتها السياسية إلى حد الدعوة لقتل السودانيين في أرضهم و اختطافهم من بلادهم…
وترس الشمال مارس المدنيين فيه الإغلاق لأسابيع فقط، فما بالك بالإغلاق الذي مرّ عليه عاما ونصف، في ظل تخوفات مصرية من أزمة مياه تعتبر أزمةة جودية لها؟
مصر أصبحت تدرك أن العوز المائي، و توقف الصادرات السودانية من لحوم ومحاصيل و فاكهة أمرا لابد أن يتململ منه 100 مليون مصري من جديد كما فعل مع مبارك من قبل لأسباب أقل، فهل تعتقد بأن مصر التي تتحالف مع أريتريا و الصومال وجنوب السودان الآن ضد إثيوبيا ، ستوفر طائراتها من اجل حسم المعركة للجيش الذي باعها كل شيء بدأ من حلايب وشلاتين و قبلها هجّر السودانيين و أغرق تاريخهم؟
النظام في مصر الذي ارتكب مجازر ضد مواطنيه المحتجين، وقتل رئيسا منتخبا داخل السجن، لا يمكنه ان يتحالف معك من أجل كرامة شعبك، او ديمقراطية الحكم او مدنية الدولة، و الأيام حبلى بالمفاجأت.