تجاهلت مصر دعوات الولايات المتحدة للسلام وسلمت طائرات بدون طيار للجيش السوداني.
السوداني.
تسليم طائرات بدون طيار من طراز بيرقدار هو أحدث مثال على تدخل القوى الإقليمية في الحرب الأهلية في السودان
استخدمت أوكرانيا طائرة بدون طيار من طراز بيرقدار TB2 التركية في حربها ضد روسيا.
الصورة: عزيز كريموف / رويترز
قال مسؤولون أمنيون إن مصر قامت بتسليم طائرات بدون طيار للجيش السوداني بغرض تعزيز قتاله ضد قائد عسكرى “زعيم حرب” قوي، فى تصعيد خطير للصراع الذي يستمر بجذب المزيد من الأطراف الإقليمية.
تم تسليم طائرات بدون طيار من طراز بيرقدار TB2 التركية، والتي ساعدت في تغيير توازن القوى في سلسلة من الصراعات الأخيرة -بما في ذلك في أوكرانيا- التى خاضها الجيش السوداني خلال الشهر الماضي، وفقًا لمسؤولين. و أضاف المسؤولون إن أفراد الجيش السوداني تدربوا أيضًا في دولة مصر المجاورة لتحسين قدراتهم التشغيلية فى التعامل مع المركبات الجوية بدون طيار.
لم يرد المتحدثون باسم وزارة الخارجية المصرية والجيش السوداني على طلبات التعليق. دعا المسؤولون المصريون في السابق إلى إنهاء القتال.
إن تسليم الطائرات بدون طيار هو أحدث مثال على تورط القوى الإقليمية في الحرب الأهلية في السودان، فهي دولة طالما كانت مرغوبة بسبب موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر واحتياطياتها الهائلة من الذهب بالإضافة إلى نهر النيل. ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في أغسطس أن الإمارات العربية المتحدة كانت ترسل أسلحة إلى قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو، هذه القوات تقاتل الجيش السوداني من أجل السيطرة على الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
بيرقدار TB2
المنشأ: تركيا
النوع: ارتفاع متوسط
تحمل طويل “قدرة على التحليق لفترة طويلة”
مركبة جوية “طائرة” تكتيكية بدون طيار
الوزن: 992 رطلاً
المدى: 93 ميلاً
السرعة: 137 ميلاً في الساعة كحد أقصى
الارتفاع: 5 أميال كحد أقصى
الارتفاع: 7 أقدام و3 بوصات
لقد زادت الشحنات من خطر توسيع دائرة الصراع وتقويض الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والأمم المتحدة وآخرون للتوسط في وقف إطلاق النار في السودان.
كما يسلط تورط مصر الضوء على الدور المتوسع والمعقد بشكل متزايد الذي تلعبه القاهرة كطرف ذو نفوذ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فيما تشهد المنطقة أعمال عنف واضطرابات جديدة.
كانت حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي حليفة وثيقة للولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى جهودها للتوسط بين إسرائيل والسلطات الفلسطينية – وهي المهمة التي تولتها مرة أخرى في أعقاب الهجمات القاتلة التي شنها مسلحو حماس هذا الأسبوع. و لكن إمدادها بالطائرات بدون طيار للجيش السوداني -على غرار دعم مصر لقائد المتمردين في ليبيا- يتعارض مع دعوات إدارة بايدن للدول الأخرى بعدم التدخل فى الحرب السودانية.
وفقًا لمشروع بيانات مواقعِ و أحداث النزاع المسلح (ACLED)، وهو منظمة غير ربحية، قُتل ما لا يقل عن (9000) شخص منذ اندلاع القتال في أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التابعة لدقلو. و أجبرت الحرب حوالي (5.5) مليون شخص -حوالي واحد من كل تسعة سودانيين- على مغادرة منازلهم وتسببت في كارثة إنسانية، حيث يحتاج ما يقارب من نصف مواطني البلاد الآن إلى الغذاء وغيره من المساعدات.
لقد دعمت القاهرة منذ فترة طويلة الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس الدولة بسلطة الأمر الواقع. كان البرهان حليفًا رئيسيًا لمصر في نزاعها مع إثيوبيا، التي تعمل على توسيع سد عملاق تقول حكومة السيسي إنه يهدد بخنق مجرى المياه التي تصب في النيل. أرسلت مصر بالفعل طائرات حربية لدعم الجيش السوداني في الأيام الأولى من الحرب.
تلقى الفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، شحنات أسلحة من الإمارات العربية المتحدة
عمل البرهان ودقلو معًا في عام (2019) للإطاحة بالديكتاتور السوداني عمر البشير، ومرة أخرى في عام (2021) للإطاحة بحكومة انتقالية مدنية.
وصلت شحنة الطائرات بدون طيار المصرية، التي طلبها البرهان، في الوقت الذي كان فيه الجيش السوداني يستمر بالخسارة على الأرض فى مواجهة قوات دقلو بعد إمدادات الأسلحة الإماراتية. تراهن أبو ظبي على دقلو للمساعدة في حماية المصالح الإماراتية في السودان، والتي تشمل مساحات من الأراضي الزراعية وحصة في ميناء مخطط له بقيمة (6) مليار دولار على البحر الأحمر.
قام البرهان بزيارة مصر في أواخر أغسطس، وهي أول رحلة معلنة للجنرال إلى الخارج منذ بدء القتال. بعد أيام، سلم الجيش المصري الطائرات بدون طيار إلى قاعدة عسكرية في شمال السودان، وفقًا لضباط في الجيش السوداني.
ومنذ ذلك الحين، تم نشر هذه الطائرات بدون طيار في العديد من القواعد الجوية حيث تم استخدامها لشن ضربات ضد قوات الدعم السريع، واستهداف مخازن الأسلحة والمركبات العسكرية والقواعد.
ألحقت الغارات الجوية العسكرية أضرارًا كبيرة بمرافق قوات الدعم السريع ومخازن الأسلحة حول الخرطوم منذ أواخر أغسطس، وفقًا لمنظمة (ACLED) غير الربحية. وفي الشهر الماضي، استعاد الجيش السوداني أيضًا السيطرة على زالنجي، عاصمة وسط دارفور، والتي استولت عليها قوات الدعم السريع في أوائل أغسطس. كما ساعدت الضربات بطائرات بدون طيار الجيش على صد سلسلة من الهجمات بنجاح على قاعدتين كبيرتين في العاصمة الخرطوم، مما ألحق خسائر فادحة بقوات الدعم السريع، وفقًا لشهود ومسؤولين إنسانيين.
بعض الهجمات التى نفذت بإستخدام طائرات بدون طيار أصابت أهدافًا مدنية، بما في ذلك ضربة في العاشر من سبتمبر أسفرت عن مقتل (40) شخصًا في سوق مفتوح، وفقًا لنشطاء حقوق الإنسان المحليين. وقال مسؤولون سودانيون إن المزيد من قوات القوات الجوية يتم تدريبها في مصر لتحسين القدرة التشغيلية وتجنب مثل هذه الأخطاء.
قامت قوات الدعم السريع بالرد على هجمات الطائرات بدون طيار بقصف مدفعي وعرقلة تدفق الإمدادات الغذائية والطبية إلى معاقل الجيش، وفقًا لشهود عيان.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على اليمين، كان حليفًا قويًا للفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس الدولة السودانية بسلطة الامر ا